شرع المجلس العدلي امس، بعد انتهائه من استجواب قائد قاعدة حالات الجوية العميد خليل مطر في دعوى اغتيال الرئيس رشيد كرامي، الموقوف فيها قائد "القوات اللبنانية" المحظورة الدكتور سمير جعجع وآخرون، في استجواب المتهم أنطوان شدياق مرافق رئيس جهاز الامن في "القوات" الفار من وجه العدالة غسان توما. أكد الشدياق ان العميد مطر "هو الذي حدّد الطوافة التي كانت تقل الرئيس كرامي اثناء عملية التفجير". وأضاف ان "توما عرّج بعد الحادث على المجلس الحربي فاجتمع مع نائب قائد القوات آنذاك كريم بقرادوني" وهو في هذه القضية وكيل الدكتور جعجع وشاهد حق عام في آن. لكنه نفى ان يكون ابلغ قاضي التحقيق العدلي ان توما "لا يستطيع تنفيذ اي عملية من هذا الحجم من دون امر من الدكتور جعجع". وكانت الجلسة بدأت، الثانية والثلث بعد ظهر امس، برئاسة القاضي منير حنين وحضور النائب العام التمييزي عدنان عضوم. وسئل الشدياق عن التهمة الموجهة اليه، اجاب انه "كان داخل الزورق المتجه نحو شمال لبنان وبعدما اوقف محركاته ودار نحو الشاطئ، كنت واقفاً على مسافة متر خلف الرائد مطر وتوما وغسان منسى وعفيف خوري قائد القوات البحرية في "القوات" الذي كان يقود الزورق وأثناء توقف الزورق، شاهدت الرائد مطر يفتح كيس نايلون ويتناول منه جهازاً ويديره. وسمعت كلاماً على الجهاز لم افهم منه شيئاً. وبقي الزورق متوقفاً بين ربع ساعة ونصف ساعة. وسمعت اثناء ذلك الرائد مطر يقول "مش هيي"، وبينما كنت ألتفت لأعرف ماذا يقصد بالكلمة، سمعت صوت طائرة آتية من الشمال. فلم يتكلم احد من الموجودين على الزورق وبقيت متابعة سيرها. وبعد نحو عشر دقائق او ربع ساعة تقريباً سمعت الرائد مطر يقول "هيي". فشعرت عندها ان غسان منسى فوجئ، وكانت امامه طاولة خشب عليها جهاز بطول 30 سنتم وعرض 20 سنتم. فضغط منسى على زر الجهاز، وسمعت دوي انفجار. عندها وضع عفيف خوري يديه على رأسه وانحنى، ثم سمعت منسى يقول لخوري "هيدي الطيارة الطيارة". ولما قال منسى ذلك تطلعت الى الجو فشاهدت الطيارة على مسافة لا بقريبة ولا بعيدة تتجه نحو الشاطئ والدخان يتصاعد منها. عندها اداروا محرك الزورق ورجعوا الى القاعدة البحرية في جونية. ومن هناك انطلق توما بسيارته ومعه الرائد مطر وتبعته مع خوسيه باخوس بسيارة ل"القوات اللبنانية". واتجهت السيارتان الى منزل توما في فتقا. وبوصولنا الى هناك توقف توما امام البناية فترجل الرائد مطر من السيارة وأخذ الكيس في يده من السيارة وتوجه الى سيارته الخاصة". وتابع الشدياق "بعد ذلك توجه توما الى مبنى الامن، ولما كان حان وقت اجازتي طلب مني خوسيه باخوس ان ابقى قليلاً لأن توما سيذهب الى المجلس الحربي فرافقته الى هناك حيث قصد مكتب الاستاذ كريم بقرادوني وبقيت انا وخوسيه في السيارة وبعد عودته رجعنا الى مبنى الامن". وأيد الشدياق ما جاء في افادته الاولية وامام المحقق العدلي. لكنه قال "ثمة اشياء غير مذكورة، وأخرى مذكورة انما مكتوبة خطأ. ومنها انه لم يسمع العميد مطر يقول "أوكي هيدي هيي". انما قال فقط "هيي" عن الطيارة". ثم روى كيف طلب منه توما انتظار شخص صباح يوم الحادث امام منزله وعندما حضر تبين له انه الرائد مطر الذي حضر ببزة رياضية وكان يحمل كيس نايلون فيه جهاز لاسلكي. ولم يكن يحمل مناقيش". وأضاف "توجهوا جميعاً نحو القاعدة البحرية في جونية وصعدوا الى الزورق برفقة باخوس ومنسى وقاد الزورق عفيف خوري". وقال انه رافق توما في اربع رحلات "الاولى في البر قرب عمشيت وكان في انتظارهما طوني عبيد، والثلاث الاخرى في البحر، وكان آخرها اثناء عملية التفجير ومعهما العميد مطر، وانهما في المرة الاولى استعملا زورقاً ابيض اسمه "هوك" وفي الثانية والثالثة زورقاً آخر لونه ازرق ولا يحمل اي اشارة". وأضاف "في المرة الثانية مرت فوق الزورق طائرة حربية، وقال منسى على الاثر: "اشتغل، اشتغل ضوا". وكان ثمة جهاز امامه. وبعد نحو خمس دقائق على مرورها عدنا الى القاعدة". وقال ان "العميد مطر وتوما تناولا العشاء بعد الحادث في مطعم سلامة". ولفت الى انه لم يشاهد على متن الزورق سوى جهازين: الاول للرائد مطر والثاني لغسان منسى الذي كان يضعه على طاولة خشب امامه. وقال ان "الوضع النفسي للجميع بعد الحادث كان عادياً".