أقر رئيس مجلس الشورى الاسلامي البرلمان علي أكبر ناطق نوري بأن ما شهدته ايران أخيراً بسبب توقيف رئيس بلدية طهران غلامحسين كرباستشي في قضية الفساد كان "عاصفة في النظام" كادت تتحول "طوفاناً لولا تدخل القائد" مرشد الجمهورية آية الله علي خامنئي. واتهم ناطق نوري الاعلام الأجنبي و"الصهيوني" بأنه لعب دوراً في "تصعيد حدة التوتر" مشدداً على ان مصدر التوتر خارج ايران. وطالب السلطة القضائية بأن تستمر في متابعة ملف بلدية طهران على أساس "العدل والقانون، وتعرضه على المحكمة"، فيما حض أنصار الرئيس سيد محمد خاتمي الرئيس الايراني على التخلي عن "الديبلوماسية السرية". واستأنف رئيس بلدية طهران عمله أمس بعدما أُخلي سبيله الأربعاء الماضي بقرار من خامنئي استجابة لطلب من الرئيس خاتمي. وأفاد شهود ان بضع مئات من المواطنين احتشدوا أمام مقر البلدية ورددوا هتافات مؤيدة لكرباستشي الذي استقبل بحفاوة في مقر البلدية. وفي أول اجتماع مع رؤساء الدوائر العشرين التابعة لبلدية العاصمة وكبار المسؤولين في البلدية طالب كرباستشي بوقف احتفالات التهنئة والانصراف الى العمل. ولم يدل بأي تصريح أو يعلق على الأحداث الأخيرة، لكن الصحف واصلت تعليقاتها على الأزمة الأخيرة، وشددت الصحف الموالية لليمين المحافظ على ان الأزمة "أثبتت حكمة القائد وكفاءته في وضع حد للمشاكل والتوترات داخل النظام"، فيما أكدت الصحف القريبة الى خاتمي والحكومة ان الكيفية التي انهيت بها الأزمة "أثبتت مدى الانسجام والتنسيق بين القائد ورئيس الجمهورية بما يؤمن الاستقرار والهدوء في المجتمع والبلاد". ورأت صحيفة متعاطفة مع الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني ان قضية كرباستشي أظهرت "أهمية مجمع تشخيص مصلحة النظام" والذي يرأسه رفسنجاني "في التدخل لحل الخلافات بين السلطات". وفي أول جلسة علنية للبرلمان بعد اطلاق كرباستشي، تحدث ناطق نوري عن القضية معرباً عن "الأمل بأن تتابع السلطة القضائية والمسؤولون ملف البلدية على أساس العدل والقانون، وان تعرض المسألة على المحكمة". وتابع ناطق نوري الذي بثت الاذاعة الرسمية تصريحاته على الهواء أمس: "في كل مرة حصلت عاصفة في النظام، تدخل القائد بحكمة ودراية وأنقذ السفينة من الطوفان وأوصلها الى شاطئ الأمان". وأقر ناطق نوري أمس بأن القضية "سببت توتراً في المجتمع وجعلت الناس قلقين، ولكن بأمر واحد من الولي الفقيه المرشد وبعد طلب من رئيس الجمهورية، وضع حد للطوفان". وذكر بكيفية حلّ المشكلة واخلاء سبيل رئيس البلدية بعد 12 يوماً احتجز خلالها في سجن "أوين" في العاصمة. وأكد انه "تم الاتفاق على ان تتابع السلطة القضائية الملف بعيداً عن التوتر وبما يتماشى مع العدل والانصاف والقانون الذي نؤمن به جميعاً، حتى يتم اصدار الحكم وتنفيذه" في اشارة الى ان كرباستشي قد يحال على المحاكمة ويصدر في حقه حكم سينفذ. وعقد الاتحاد العام لاتحادات جامعات ايران الذي يخضع لسيطرة الاسلاميين الراديكاليين المؤيدين لخاتمي مؤتمراً صحافياً أمس، أكد المتحدثون خلاله ان التيار الطالبي "مصمم على اصلاحات" في البلاد. ودعوا خاتمي الى "التخلي عن خيار الديبلوماسية السرية في حل المشاكل والأزمات واستبداله بنهج مكاشفة الشعب ومصارحة الرأي العام بكل الحقائق".