اكد الرئيس الحالي لمنظمة "اوبك" عبيد بن سيف الناصري ان "اوبك" مستعدة لخفض انتاجها مرة ثانية بالتنسيق مع الدول المنتجة الاخرى لدعم اسعار النفط. وقال "نأمل الا نضطر الى ذلك"، ووصف تراجع اسعار النفط بعد اتفاق فيينا بأنه "حركة تصحيحية". وكشف الناصري وهو وزير النفط والثروة المعدنية في دولة الامارات ان "أوبك" ستجري اتصالات مع دول منتجة اخرى لاقناعها بخفض انتاجها النفطي. وقال ان السكرتارية العامة للمنظمة ستبدأ اتصالات مباشرة مع عدد من الدول المنتجة للنفط فيما ستقوم دول اعضاء بشكل انفرادي باتصالات مماثلة. وأضاف الناصري ان عودة "اوبك" الى الاجتماع مرة اخرى "أمر وارد اذا تطلب الامر ذلك". وأكد الناصري في حديث الى "الحياة" ان الاتفاق الذي توصلت اليه "اوبك" فجر الثلثاء في فيينا "جيد"، وقال انها المرة الأولى التي تحصل فيها منظمة "أوبك" على دعم الدول المنتجة والمصدرة للبترول من خارج المنظمة. وقررت "اوبك" في اجتماعها الذي حضر جانباً منه وفد مكسيكي وهي دولة لا تنتمي الى "اوبك" خفض انتاجها اعتباراً من بداية الشهر الجاري بمقدار 1.245 مليون برميل يومياً وساندتها في هذا القرار مجموعة من الدول من بينها المكسيك والنروج بتخفيض انتاجها ليصل مجموع الخفوضات الى حوالى 1.5 مليون برميل يومياً. ولفت الناصري الى ان اتفاق فيينا جاء تأكيداً لتفاهم الرياض الأسبوع الماضي، وقال انه يشكل "سابقة جيدة" وبناءة في سبيل التعاون بين الدول الأعضاء وغير الاعضاء في "اوبك". وأشار الى ان هذا التعاون ربما ساهم مساهمة فعالة في ايجاد نوع من التوازن بين العرض والطلب في السوق النفطية وهذا سيعود بالفائدة على المنتجين عامة. تراجع وعن رأيه في تراجع أسعار النفط في السوق النفطية في اثر اعلان اتفاق فيينا، قال: "من عادة الأسواق أن تكون توقعاتها قبل الاتفاق مبالغاً فيها، ويحدث نوع من التصحيح في الأسعار بعد أي اعلان رسمي سواء كان هذا التصحيح ايجابياً أو سلبياً". ولفت إلى أن الأسعار ارتفعت قبل إعلان اتفاق فيينا خلال فترة قصيرة، و"من الطبيعي ان تتراجع الأسعار بشكل نسبي في حركة تصحيحية". وأعرب رئيس "أوبك" عن أمله في أن تتحسن أسعار النفط مرة أخرى عندما تتحسس الأسواق جدية اتفاق "أوبك". وتحدث عن أهمية التزام الدول الأعضاء التخفيضات التي أعلنت عنها، فقال: "اعتقد ان تلك الدول أدركت أنه من مصلحتها التزام القرارات التي قطعتها على نفسها، ومن دون ذلك ستضر بمصالحها وبمصداقيتها إذا لم تلتزم، ونأمل مرة أخرى من الدول الأعضاء أن تثبت للمتشككين أنهم على خطأ".