رحبت دولة الامارات بتخفيض روسيا لانتاجها النفطي، ورأت فيه الى جانب القرار الذي اتخذته الصين ايضاً بهذا الاتجاه دعماً لاتفاق منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك بتخفيض الانتاج لدعم الاسعار. وترأس الامارات الدورة الحالية لمنظمة "أوبك". وكشف عبيد بن سيف الناصري الرئيس الحالي لمنظمة "أوبك" وزير النفط والثروة المعدنية الاماراتي عن اتصالات اجرتها سكرتارية "أوبك" ودول اعضاء فيها مع منتجين من خارج المنظمة لاقناعها بدعم اتفاق فيينا دون ان يذكر اسماء الدول التي تم الاتصال معها. وخفضت "أوبك" انتاجها بموجب اتفاق فيينا نحو 250.1 مليون برميل يومياً ودعمتها دول اخرى بتخفيض انتاجها بنحو 500 ألف برميل ليصل مجموع الخفوضات النفطية من "اوبك" وخارجها الى نحو 750.1 مليون برميل يومياً. وكان التخفيض الأهم خلال الاسبوع الاخير تخفيض الصين 100 ألف برميل وروسيا 60 ألف برميل. وقالت وكالة انباء الامارات الرسمية في تقرير موسع بثته امس عن اتفاق فيينا وتعاون المنتجين للنفط ان تخفيض الصينوروسيا لانتاجهما النفطي يثبت صحة اتفاق فيينا وقبله "تفاهم الرياض". وتولد "تفاهم الرياض" عن اتفاق بين السعودية وفنزويلا من "أوبك" والمكسيك من خارجها لتخفيض الانتاج من منتجين في "اوبك" وغيرها بمقدار يتراوح بين 6.1 و2 مليون برميل يومياً. والتزمت الدول الثلاث بتخفيض انتاجها بمقدار 600 ألف برميل يومياً وذلك بمقدار 300 ألف برميل من السعودية و200 من فنزويلا و100 من المكسيك. ولقي التفاهم دعماً من جانب دول اخرى في "اوبك" وتم التصديق عليه من قبل جميع الدول الاعضاء في اتفاق فيينا. ودعت الوكالة الى عدم الحكم المسبق على اتفاق فيينا. ورأت ان المعدل الاجمالي للانتاج في نيسان ابريل الجاري سيكون مؤثراً على مدى التزام دول "أوبك" والدول الاخرى باتفاق فيينا وتفاهم الرياض. وتتوقع الوكالة التزاماً كبيراً بالخفوضات الانتاجية المعلنة حتى الآن لانها جاءت خفوضات طوعية. ويؤكد اتفاق فيينا على خفض الانتاج وفق المعدلات المعلنة من جانب كل دولة اعتباراً من أول نيسان الجاري ولمدة تسعة أشهر. وسيخضع الاتفاق لمراجعة في اجتماع عادي تعقده "أوبك" في اواخر حزيران يونيو المقبل في فيينا. وأكد عبيد بن سيف الناصري ان "أوبك" لديها استعداد لتخفيض انتاجها مرة اخرى بالتعاون مع منتجين اخرين اذا تطلب الأمر ذلك. وقال في مقابلة مع "الحياة" عقب اتفاق فيينا "نرجو ان لا نضطر الى ذلك". وأيدت السعودية هذا التوجه، وأعلن وزير النفط والثروة المعدنية علي النعيمي ان "أوبك" ستخفض انتاجها اذا تطلب الأمر ذلك. وحذرت الامارات في التقرير الذي بثته وكالتها الرسمية من عدم الالتزام بالخفوضات التي تم الاعلان عنها حتى الآن. ولفتت الى ان تجاوزات الانتاج ستكون هذه المرة اخطر من تجاوز الحصص الانتاجية لأن الأمر متعلق هذه المرة بتفاهم مع دول منتجة اخرى وستقضي على فرصة مهمة جداً وسابقة تحدث للمرة الأولى في تعاون المنتجين على خلاف انتمائهم ل "اوبك" أو خارجها. وتتوقع الوكالة حدوث ارتفاع في اسعار النفط وتماسكها في حال الالتزام الكامل بتفاهم الرياض واتفاق فيينا.