قالت مصادر مطلعة ل "الحياة" ان محادثات وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني مع الرئيس حافظ الاسد ووزير الخارجية فاروق الشرع ادت الى موافقة سورية على عقد اجتماع وزراء خارجية دول "اعلان دمشق" قريباً في الدوحة. وغادر الشيخ حمد بن جاسم دمشق امس بعد زيارة ادت الى فتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين سلم خلالها الرئيس السوري رسالة من امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. وأبدت مصادر في الدوحة ارتياحها الى تطور العلاقات بين البلدين مشيرة الى قول وزير الخارجية السوري لدى استقباله نظيره القطري "اننا على ثقة بأن الاسباب التي ادت الى وجود نوع من الفتور زالت كما ان الزيارات المتبادلة بين المسؤولين في البلدين ومشاركتي شخصيا في مؤتمر وزراء خارجية الدول الإسلامية الذي عقد في الدوحة أخيراً، كذلك الزيارة الحالية لوزير الخارجية القطري، تؤكد صفاء هذه العلاقات وعدم وجود ما يشوبها". وقابل الشيخ حمد بن جاسم الرئيس السوري أمس في قصر اللاذقية على الساحال السوري، وذلك في أول زيارة يقوم بها الوزير القطري لسورية منذ العام 1996. وقال الناطق الرئاسي السوري ان الأسد استقبل الشيخ حمد في حضور الشرع وبحث معه في "الأوضاع في المنطقة وآخر تطوراتها وما وصلت إليه عملية السلام بفعل المواقف الإسرائيلية الرافضة متطلبات السلام العادل الشامل". واعتبرت المصادر المطلعة ان هذه المحادثات "مؤشر إلى عودة الحرارة إلى العلاقات الثنائية، بعد زوال الجليد اثر مشاركة الوزير الشرع في اجتماع وزراء خارجية منظمة المؤتمر الإسلامي في الدوحة في الشهر الماضي". وأشارت إلى أن الخطوة المقبلة ستكون قيام أمير قطر بزيارة لسورية. وتعتبر دمشق أن الجمود في العلاقات بين البلدين بدأ مع تمسك قطر بالدعوة إلى مؤتمر التعاون الاقتصادي في الشرق الأوسط وشمال افريقيا ورفض سورية المشاركة فيه، لأنه "جائزة لإسرائيل الرافضة لعملية السلام"، وهي وافقت بعد تدخل إيران على انعقاد مؤتمر القمة الإسلامية في قطر، خلال المشاورات التي جرت على هامش قمة منظمة المؤتمر الإسلامي في إيران نهاية العام الماضي. ومن الخلافات الثنائية الأخرى، عدم حضور الشيخ حمد آخر اجتماع لوزراء خارجية دول "اعلان دمشق" الذي عقد في اللاذقية في حزيران يونيو الماضي، ومعارضة دمشق والقاهرة انعقاده في الدوحة "لأنها استضافت مؤتمر التعاون الاقتصادي". وأوضحت هذه المصادر أن محادثات الوزير القطري في سورية أدت إلى "الاتفاق على قيام الدوحة باجراء الاتصالات مع الدول المعنية لترتيب انعقاد الاجتماع في الدوحة، الذي لم تعد مصر تعارضه بعد زيارة أمير قطر للقاهرة". وقال وزير الخارجية السوري في تصريحات صحافية "كلما تعززت العلاقات والمواقف توضحت، كان ذلك لمصلحة جميع" الأطراف المعنية. وزاد ان "آفاق" تطور العلاقات بين الدوحةودمشق "متوافرة عندما تتوافر الإرادة السياسية ونأمل بأن تكون زيارة الشيخ حمد لما فيه خير البلدين". وجاءت تصريحات الشرع بعد اعلان وزير الخارجية القطري: "إذا استمر الجمود في عملية السلام سنقوم باتخاذ الاجراءات اللازمة. وندرس بجدية اغلاق المكتب التجاري الإسرائيلي، الذي افتتح عندما كانت تسير العملية بشكل جيد". وأعلن الوزير السوري ان "اتصالات ستجري مع زملائنا للاتفاق على موعد" اجتماع وزراء خارجية "اعلان دمشق". وكان وزير الخارجية القطري صرح بعيد وصوله إلى دمشق مساء أول من أمس آتياً من تونس: "ان قرار مجلس الأمن الرقم 425 واضح بالنسبة إلى الانسحاب غير المشروط، واننا نأمل بأن تنسحب إسرائيل من الجنوب اللبناني وبقاعه الغربي من دون شروط، لأنه ليس هناك أي داع لوجود شروط في الانسحاب... لأن الانسحاب هو انسحاب". وأكد الحرص الشديد لدولة قطر على "وجود اجماع عربي واضح في اتخاذ قرار مقابل التعنت الإسرائيلي في عملية السلام"، وقال: "إن دولة قطر ترحب بأي شكل من أشكال القمم العربية سواء كانت قمة عربية موسعة أم قمة عربية مصغرة، فالمهم أن تكون هناك نتيجة... فإذا كانت هناك نتيجة من القمة، فنحن في قطر نرحب بأي شكل من أشكال القمة". وعقد الوزيران السوري والقطري جولة محادثات، قال الشيخ حمد بن جاسم بعدها "أجريت محادثات صريحة ومثمرة" تناولت كل القضايا التي تهم البلدين. وأضاف ان البحث تناول أيضاً موعد اجتماع وزراء خارجية دول اعلان دمشق، مشيراً إلى ان تحديد الموعد النهائي للاجتماع سيتم في وقت لاحق. وجدد "قناعة دولة قطر التامة بأن الحكومة الإسرائيلية وفي الوقت الحاضر لا تسعى إلى السلام وإنما إلى تقويض ما اتفق عليه". وقال إنه "انطلاقاً من هذه القناعة فقد اتخذنا اجراءات عدة لوقف كل الاتصالات مع إسرائيل وتجميد أي عمل مشترك معها إلى أن تعود إلى المسار الذي اقمنا من أجله علاقات معها". وأوضح أنه بالنسبة إلى "مكتب التمثيل التجاري الإسرائيلي في الدوحة، فإن دولة قطر تدرس حالياً وبشكل جدي اتخاذ خطوة بصدده واغلاقه إذا استمرت إسرائيل في تعنتها الحالي". وقال الشرع إنه "اتفق في الاجتماع على عقد مؤتمر وزراء خارجية دول اعلان دمشق المقبل في الدوحة". وأضاف انه "ستجرى اتصالات مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ومصر للاتفاق على الموعد المناسب لعقد الاجتماع".