تفاقمت الازمة الوزارية في روسيا بعدما رفض البرلمان للمرة الثانية امس الجمعة المصادقة على تعيين سيرغي كيريينكو رئيساً للحكومة، فيما أعلن الرئيس بوريس يلتسن ترشيحه للمرة الثالثة والأخيرة وذكر ان "الازمة ليست كارثة" ولا تبرر ارجاء زيارته الى اليابان التي بدأت امس. وكان البرلمان رفض الموافقة على تعيين كيريينكو الجمعة الماضي وجرت مشاورات لاقناع قادة الكتل بسحب اعتراضاتهم الا ان احزاب اليسار ومجموعة "يابلوكو" الاصلاحية المعتدلة اصرت على موقفها. واظهرت نتائج الاقتراع في جولة امس تراجع مواقع كيريينكو اذ انه حصل في المرة الاولى على 143 وصوت ضده 186 فيما صوت 271 نائباً ضده في الاقتراع الثاني ولم يؤيده سوى 115. وفي خطابه امام مجلس النواب امس أكد المرشح انه ادخل تعديلات طفيفة على برنامجه في ضوء المشاورات ووعد ب "تحقيق الانتظام" في تسديد الاجور والمعاشات. ووافق على واحد من مطالب المعارضة بزيادة حجم السيولة النقدية بنسبة 30 في المئة وقال ان ذلك سيؤدي الى ارتفاع التضخم الى 10 في المئة ما يعني التراجع عن وعود قدمتها الحكومة السابقة الى صندوق النقد الدولي بحصر التضخم في حدود 3 - 4 في المئة. ووجه يلتسن خطاباً الى الشعب أكد فيه انه مصمم على مغادرة البلاد الى اليابان لمقابلة رئيس وزرائها ريوتارو هاشيموتو وقال ان "الأزمة الوزارية ليست كارثة". وأضاف ان اجهزة الدولة سوف تستمر في عملها الطبيعي، مؤكداً ان التقيد بالدستور هو الضمانة التي حمت روسيا من "هزات وانقلابات". ولرئيس الدولة، دستورياً، الحق في حل البرلمان اذا ما رفض المصادقة على اسم المرشح ثلاث مرات، وقد طرح يلتسن بعد ساعة من اعلان نتائج الاقتراع اسم كيريينكو مجدداً ما يعني ان الجولة الحاسمة والاخيرة ستعقد يوم الجمعة القادم. وأشار مراقبون الى ان اصرار المعارضة على ان يكون الاقتراع امس علنياً قلص من حظوظ كيريينكو ومنع اعضاء الكتل اليسارية الذين يتخوفون من حل البرلمان من التصويت في صورة مخالفة لأوامر قادتهم. وأكد الزعيم الشيوعي غينادي زيوغانوف ان اعضاء الكتل المنتمية الى "اتحاد القوى الوطنية" صوتوا ضد كيريينكو وقال ان نتائج الاقتراع يجب ان تدعو يلتسن الى الاستقالة من منصبه وليس "الازدراء" بالهيئة الاشتراعية وعرض اسم مرشحه مرة ثالثة. ودعا الى اجتماع لفروع السلطة بهدف احتواء الأزمة و"منع الاستياء من التحول نحو المتاريس". وأكد كيريينكو نفسه انه تقبل النتائج "بهدوء" وذكر ان عدداً من النواب لم يبد اهتماماً بمناقشة البرامج المقترحة بل كان يريد "مساومات" قال انه شخصياً لن يوافق عليها. وذكر السكرتير الصحافي لرئيس الدولة ان يلتسن بدوره "تلقى بهدوء" النتائج وأضاف انها "كانت متوقعة" وأعرب عن الأمل في ان تسفر الجولة الثالثة عن نتيجة ايجابية تنهي الازمة الوزارية وتثبت كيريينكو رئيساً للحكومة.