رحبت حركة طالبان بزيارة المندوب الاميركي لدى الاممالمتحدة بيل ريتشاردسون لأفغانستان امس الجمعة ولقائه قادة الحركة وفي مقدمهم رئيس المجلس الانتقالي الحكومة ملا محمد رباني وسكرتير زعيم الحركة ملا وكيل أحمد متوكل. وقال ممثل "طالبان" في اسلام آباد عبدالحكيم مجاهد ل "الحياة" امس ان الحركة وافقت على البدء في مفاوضات مع المعارضة قبل السابع والعشرين من الشهر الجاري، كما وافقت على وقف لاطلاق النار مشروط بموافقة الطرف الآخر. لكنه أشار الى ان المعارضة هاجمت مواقع الحركة في قندوز شمال افغانستان امس. وقال المسؤول الاميركي للصحافيين في ختام محادثاته في كابول ان الحركة وافقت على وقف عملياتها العسكرية حتى 27 الشهر الجاري وهو موعد تم الاتفاق عليه لاطلاق الحوار مع التحالف الشمالي المناهض لها. واستغرقت المحادثات بين الجانبين ساعتين، انتقل بعدها ريتشاردسون الى مدينة شبرغان الشمالية حيث التقى الرئيس الافغاني المخلوع برهان الدين رباني وقائد الميليشيات الاوزبكية عبدالرشيد دوستم وزعيم حزب الوحدة الشيعي الموالي لطهران عبدالكريم خليلي. وقال ممثل "طالبان" في اسلام اباد ان المفاوضات مع المسؤول الاميركي شملت مجالات عدة بدءاً من الاتفاق على عدم استخدام الاراضي الافغانية منطلقاً للارهابيين وحق تعليم المرأة في الشروط والظروف الملائمة. وابدت "طالبان" استعدادها لمكافحة المخدرات لكنها شددت على ضرورة ايجاد البديل للمزارعين عبر تقديم الدعم لهم. وحسب المصادر الاميركية فان 2500 طن من مادة الافيون المخدرة تزرع في مناطق خاضعة لسيطرة الحركة ويتم تحويل 90 في المئة منها الى هيروين ثم تشحن الى الغرب والولايات المتحدة الاميركية عبر باكستان وآسيا الوسطى. وعلقت الاوساط الافغانية على اختلاف انتماءاتها السياسية اهمية قصوى على هذه الزيارة الاولى من نوعها لمسؤول في الادارة الاميركية منذ الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الاميركي السابق هنري كيسنجر لافغانستان عام 1974. بن لادن ورأى مراقبون ان الاهتمام الاميركي بأفغانستان تعاظم لأسباب عدة في مقدمها، المخدرات والارهاب اثر التهديدات التي اطلقها الثري العربي اسامة بن لادن ضد المصالح الاميركية. وأكدت مصادر طالبان ل "الحياة" ان الجانب الاميركي أثار قضية "الفتوى" التي اصدرها بن لادن. لكن طالبان قللت من اهمية تصريحاته في هذا الشأن لأن بن لادن ليس عالم دين ولا يحق له اصدار فتاوى. وقال السفير الافغاني في اسلام آباد ل "الحياة": "اتفقنا على عدم استخدام الأراضي الافغانية منطلقاً لنشاطات ارهابية". وأعرب بعض المصادر الافغانية عن القلق "ازاء تنامي العلاقة السرية بين واشنطن وطهران" على حساب الاهمية الاستراتيجية لافغانستان خصوصاً وان الافغان كانوا شركاء الاميركيين ابان الحرب الباردة والصراع مع السوفيات. من جهة اخرى، وضع المسؤول الاميركي اكليلاً من الزهور على نصب تذكاري للسفير الاميركي السابق في افغانستان ادولف دوبس الذي قتل هناك خلال اشتباك بين الشرطة ومجموعة طاجيكية اختطفته في 14 شباط فبراير 1979، اي قبل عشرة أشهر من الغزو السوفياتي لافغانستان. وواصلت السفارة الاميركية عملها في كابول خلال الغزو السوفياتي ثم اغلقت ابوابها قبل شهرين من الانسحاب السوفياتي عام 1988.