واشنطن، نيويورك - رويترز، أ ف ب - أكد ريتشارد بتلر رئيس اللجنة الخاصة التابعة للامم المتحدة المكلفة التحقق من نزع أسلحة الدمار الشامل العراقية أونسكوم عدم تحقيق تقدم يذكر في مهمات اللجنة خلال الأشهر الأربعة الأخيرة. وحمّل العراق المسؤولية مؤكداً انه لم يكشف بعد برنامجه الجرثومي. وأعلنت وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون ليل الخميس ان الولاياتالمتحدة بدأت تقويم أهمية التعزيزات العسكرية الاميركية التي أرسلت الى الخليج لمواجهة العراق، لكن احتمال تعديل وضعها لن يتم قبل "بضعة أسابيع". وقال الناطق باسم الوزارة كينيث بيكون ان "التحليل بدأ لتوه وستكون بضعة أسابيع ضرورية على الأرجح قبل رفع توصية الى الرئيس بيل كلينتون واتخاذ قرار". وهذه هي المرة الأولى منذ الأزمة الأخيرة بين العراقوالاممالمتحدة تعلن وزارة الدفاع الاميركية عملية التقويم. واستدرك بيكون ان أي قرار لم يتخذ في هذا الشأن. وذكر بأن القوات الاميركية الموجودة الآن في الخليج تضم 36 - 37 ألف رجل وامرأة، وتجوب المنطقة ايضاً حاملتا طائرات. وذكر الناطق بالرغبة التي عبرت عنها الولاياتالمتحدة لجهة امتثال بغداد لمطالب الاممالمتحدة المتعلقة بتدمير أسلحة الدمار الشامل وعدم تهديد الدول المجاورة. وكانت الولاياتالمتحدة، مدعومة من بريطانيا، أعلنت استعدادها للجوء الى القوة اذا لم تسمح بغداد لفرق التفتيش بدخول كل المواقع في العراق. وأدى اتفاق 23 شباط فبراير الماضي بين الأمين العام للامم المتحدة كوفي انان والحكومة العراقية الى استبعاد الخيار العسكري في اللحظة الأخيرة. الى ذلك، أكد بتلر في تقرير قدمه الى مجلس الأمن ليل الخميس - الجمعة ان سلسلة من الأزمات حالت دون انجاز فرق التفتيش مهماتها، في اشارة الى تعمد العراق مراراً تعطيل عمل المفتشين. وتابع في التقرير نصف السنوي الذي جاء في 36 صفحة وحصلت وكالة "رويترز" عليه: "من العواقب الرئيسية للأزمة التي استمرت أربعة اشهر عدم تحقيق تقدم يذكر في التحقق من نزع الأسلحة" العراقية المحظورة بموجب شروط وقف النار في حرب الخليج. وشدد على ان "السياسة العراقية المعلنة في شأن نزع الأسلحة لا يمكنها ان تلغي الحاجة الى التحقق بوصفه الوسيلة الوحيدة التي يمكن من خلالها تأكيد صدق ما يزعمه". وبدأت الخلافات بين فرق "اونسكوم" والمسؤولين العراقيين في حزيران يونيو الماضي واتسعت في تشرين الأول اكتوبر وفي 23 شباط توجه انان الى بغداد حيث نجح في اقناع العراق بالسماح بتفتيش القصور الرئاسية. وأشار تقرير بتلر الى ان العراق استنزف وقتاً طويلاً في التحدث عن عمليات التفتيش واجراءاتها بدل البحث في "مسائل تتعلق بتدمير أنظمة الأسلحة المحظورة، أو تقرير عدم خطورة أسلحة". واعتبر ان اقتراحات العراق ودولاً اخرى بتشكيل فرق لپ"التقويم الفني" لبرامج الأسلحة تشكل إهداراً للوقت وتعرقل عمل "اونسكوم". وأكد ان العراق أصر على انه كشف أو دمر كل الرؤوس الحربية التي يمكنها حمل أسلحة كمياوية أو جرثومية. وكشف انه خلال زيارة للعراق أخيراً توصل الى ان أربع قذائف من عيار 155 ملليمتراً مليئة بالخردل كانت لا تزال في حال جيدة "على رغم تعرضها خلال سبع سنوات لعوامل مناخية قاسية". ولفت التقرير الى ان العراق لم يحدد بدقة ما لديه من الأسلحة الجرثومية وهل تخلص منها. يذكر ان القيادة العراقية لوحت أول من أمس بمواجهة جديدة مع مجلس الأمن وطالبت برفع الحظر النفطي فوراً. وحذر بيان صدر بعد اجتماع مشترك لقيادة حزب البعث ومجلس قيادة الثورة برئاسة الرئيس صدام حسين من ان صبر العراق ينفد. البابا واتفاق شباط في الوقت ذاته كشف مندوب الفاتيكان لدى الاممالمتحدة المونسينيور زيناتو مارتينو ان كوفي انان اقتنع في شباط الماضي بزيادة بغداد للتفاوض مع الرئيس صدام حسين، بعد تدخل البابا يوحنا بولس الثاني. وأوضح مارتينو الذي يتمتع بصفة مراقب في المنظمة الدولية، انه تحدث الى انان في 15 شباط في كاتدرائية "سيلنت باتريك" في نيويورك خلال يوم السلام العالمي، وأبلغه ان البابا يشجعه على التوجه الى العاصمة العراقية. وتابع ان "توصيات" البابا "اقنعت انان، وخلال اجتماع مجلس الأمن أعلن قراره على رغم مقاومة الولاياتالمتحدةوبريطانيا. وقبل توجهه الى بغداد اتصل انان بي هاتفياً لأطلب من البابا ان يصلي من أجله، وهذا ما فعلت". وختم مارتينو: "بعد إبرام الاتفاق في بغداد شدد الأمين العام للامم المتحدةمرات على أهمية الصلاة، وانان مؤمن يتقن الإصغاء".