بغداد - أ ف ب - ذكرت وكالة الانباء العراقية الرسمية ان العراق نفى امس ان يكون قد منع مفتشي لجنة الاممالمتحدة الخاصة المكلفة نزع اسلحة الدمار الشامل العراقية من دخول موقع يشتبه بوجود اسلحة فيه. وكانت وكالة الانباء العراقية اعلنت ليل الجمعة - السبت ان فريقين من "أونسكوم" ألغيا زيارات كانت مقررة الى مواقع امس الجمعة. وحملت الصحف العراقية امس على "اونسكوم" متهمة رئيسها ريتشارد بتلر ب "تسييس عملها". ونقلت وكالة الانباء العراقية عن المدير العام لدائرة الرقابة الوطنية المكلف العلاقات مع اللجنة اللواء حسام محمد امين ان "فريقين تابعين للجنة الخاصة الغيا نشاطهما الذي كان مقرراً". ولم يعط أمين تفاصيل اضافية مكتفياً بالقول ان ثلاثة فرق تابعة للجنة الخاصة قامت بزيارات مفاجئة ومعلنة لأربعة مواقع تشملها الرقابة"، في حين واصل فريق خبراء في الاسلحة الجرثومية محادثاته مع المسؤولين العراقيين. وتزامن الغاء التفتيش مع اعلان مصدر رسمي في الاممالمتحدة اول من امس الجمعة ان مسؤولين عراقيين منعوا مفتشين من "أونسكوم" من دخول موقع يشتبه في انه يحتوي اسلحة. وفي رسالة وجهها الى مجلس الامن، قال مساعد رئيس أونسكوم تشارلز دولفر ان مفتشين منعوا من التوجه الى هذا الموقع بحجة انه كان تحت اشراف مجموعة من المعارضين الايرانيين في المنفى. واوضحت الرسالة التي تحمل تاريخ الخميس ونشرت الجمعة ان فريق "أونسكوم" انسحب "في انتظار اتضاح طبيعة هذا الموقع" المحظور. واضافت الرسالة انه اثر محادثات اجريت في السابق مع معارضين ايرانيين "تم الاتفاق على انه يحق لفرق التفتيش الدولية ان تزور اي موقع في العراق". ولم يعط دولفر تفاصيل عن مكان هذا الموقع. واكد هذا المسؤول ان المفتشين الدوليين عثروا على تجهيزات استخدمت في الحرب الجرثومية كان من المفترض ان يعلن العراق عنها. يشار الى ان عمليات التفتيش التي تقوم بها "أونسكوم" والوكالة الدولية للطاقة الذرية تتم من دون مشاكل منذ استئناف خبراء نزع الاسلحة عملهم في 18 من الشهر الماضي بعد توقف دام اسبوعين اثر قرار بغداد وقف تعاونها مع الاممالمتحدة. وحملت الصحف العراقية بشدة امس على "أونسكوم" واتهمتها باختلاق الازمات بين بغداد ومجلس الامن. وأوردت صحيفة "الجمهورية" عشرة اجراءات قالت ان اللجنة الخاصة قامت بها على مدى السنوات الماضية "لأغراض تتعلق بحقيقة اللجنة وتشكيلها وفلسفتها بمخطط التآمر الاميركي الصهيوني على العراق". واشارت الى ان من بين هذه الاجراءات "الادعاء بوجود آليات اخفاء وخصوصاً في ما يتعلق بوجود قوة صاروخية واسلحة كيماوية وجرثومية، والتوسيع غير القانوني لمفهوم التحقق من الاعلانات العراقية، واختلاق الازمات بين فترة واخرى". وذكرت ايضاً "ان الاستناد الى الشكوك والافتراضات والتنصل من مبدأ الشفافية والمبالغة غير المسوغة في التركيز على قضايا ثانوية ليست ذات اهمية وتجاوز الولاية الممنوحة للجنة بموجب قرارات مجلس الامن وعدم الموضوعية في تناول الاحداث في تقارير رئيس اللجنة الخاصة وتسييس اللجنة او توجهاتها السياسية البعيدة عن الاطارات المهنية والحيادية". وتطرقت اخيرا الى "وضع اولويات مزعومة بهدف اطالة الزمن والارتزاق المبتذل وادامة الحصار"، مشيرة الى "السلوك الشاذ لعناصر اللجنة الخاصة والاتصالات المشبوهة بينها وبين اجهزة استخبارية معروفة بعدائها وعدوانيتها وحقدها على العراق وماضيه العريق". واتهمت "الجمهورية" رئيس اللجنة ريتشارد بتلر بأنه "مزور ومضلل". وقالت انه يعبر عن "وجهة النظر الامبريالية الاميركية الصهيونية". أما صحيفة "القادسية" فطالبت الامين العام للامم المتحدة كوفي انان "القيام بدور كبير وحاسم للخروج من هذه المهزلة الكبيرة ورفع الحصار"، كما طالبت العرب "بالتضامن مع العراق بعد افتضاح الموقف الاميركي".