سأل البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله صفير هل تطبّق القرارات التي اتخذتها الأممالمتحدة قبل عشرين سنة لمصلحة لبنان مع احترام مقتضيات السلام الصحيح الذي يحافظ على حياة المواطنين وحقوقهم وكرامتهم؟ شاكراً لفرنسا مواكبتها مراحل مسيرة السلام في المنطقة. وكان صفير يتحدث خلال مأدبة غداء اقامها على شرف السفير الفرنسي في لبنان دانيال جوانو وأركان السفارة بعد مشاركتهم في القداس السنوي الذي تقيمه بكركي على نية فرنسا في اثنين الفصح. ونوّه صفير بالعلاقات التي تربط فرنسابلبنان منذ القدم. وخاطب السفير الفرنسي قائلاً: "لا نرانا في حاجة الى ان نقول كم نحن سعداء باستقبالنا اياكم لنوثق معاً روابط تاريخ طويل قرّب دائماً لبنان من فرنسا. انها فرصة لنعرب لفرنسا عن شكرنا لها لمواكبتها مراحل مسيرة السلام في منطقتنا وقد ارتضت ان ترسل جنوداً الى لبنان وهي تترأس مداورة لجنة المراقبة في هذه المنطقة الشهيدة من بلدنا. وقد رفعت الصوت في استمرار داخل منظمة الأممالمتحدة لتذكر العالم بأن هذه المنظمة اتخذت قرارات لمصلحة بلدنا، لكنها لم تطبّق منذ 20 سنة، ترى هل تطبّق قريباً مع احترام مقتضيات سلام صحيح يحافظ على حياة المواطنين وحقوقهم وكرامتهم؟". وأضاف "انه سؤال مطروح ونعرف ان بلدكم يبذل كل جهد ممكن لتقريب وجهات نظر الأفرقاء المعنيين المتباعدة، ولا يمكننا ان ننسى مجيء الرئىس الفرنسي جاك شيراك قريباً الى لبنان ليدشّن قصر الصنوبر الذي رمّم، ويسكنه تاريخ مشترك بين بلدينا، وهذا برهان جديد ان فرنسا تريد ان تبقي في بلدنا على وجود لها يقظ ونشط وخيّر، وهذا دليل ايضاً الى الاهمية التي يعلّقها بلدكم على لبنان ومن لبنان على المنطقة". وتمنى "نجاح فرنسا رائدة الحريات في العالم واحترام حقوق الانسان والعاملة في المنطقة في اقامة سلام عادل شامل طويل الأمد". وردّ جوانو بكلمة اكد فيها "ان فرنسا ستقف الى جانب جميع اللبنانيين لتسهر على ان توفر هذه الصفحة الجديدة من تاريخ لبنان السلام والاستقلال والوحدة"، مشيراً الى "ان الطموح الذي ترغب فرنسا في المساهمة فيه مع اصدقائها الأقدمين والأوفياء من اللبنانيين هو الانتقال من اعادة بناء لبنان الى قيامته". واعتبر "ان تحقيق الآفاق المفتوحة التي يتضمنها الارشاد الرسولي توجد شروط انطلاقة جديدة"، مذكراً بالحديث الصحافي الذي اجرته صحيفة "لوماتان" مع البطريرك الياس الحويك في آب اغسطس 1919 لدى وصوله الى باريس اذ قال "جئت لأطالب باستقلال لبنان الناجز الذي يستحق وله حق فيه". وأضاف جوانو "في هذا اليوم الذي يذكّر بتاريخ العلاقات بين فرنسا والطائفة المارونية، ارغب في توجيه رسالة ثقة الى جميع اللبنانيين ثقة بمستقبل لبنان لأنه اظهر اكثر من مرة قدرة هائلة على تجاوز كل الحروب والمحن والتهديدات، ثقة بمستقبل شبيبة لبنان التي اعلم نضجها وذكاءها وكرمها ووطنيتها وروح التسامح الذي تتحلى به، ثقة بمستقبل علاقاتنا وتعاوننا، ثقة بمستقبل الفرانكوفونية التي ساهم الموارنة كثيراً في تقويتها في هذه المنطقة من العالم".