باريس - أ ف ب - اختير "يا ولاد ..." للمخرج اللبناني زياد دويري الذي كتب سيناريو الفيلم أيضا، في مسابقة افضل اول فيلم ضمن مهرجان كان للسينما، للفوز بجائزة الكاميرا الذهبية التي تمنح لاول عمل من بين 15 فيلما تتنافس فى اطار هذه الفئة. ويتابع زياد دويري العمل على انجاز فيلمه الاول الذي يدوم ساعة وخمسين دقيقة من دون ان يكون انجز افلاما قصيرة في السابق باستثناء تلك التي حققها خلال دراسته السينما في الولاياتالمتحدة. ويعمل المخرج اللبناني حالياً في باريس على المرحلة الاخيرة من تسجيل الصوت وينتقل اخر نيسان ابريل الجاري الى الولاياتالمتحدة لانجاز هذا العمل مع مؤلف موسيقى الفيلم ستيوارت كوبلاند عضو فرقة "بوليس" الموسيقية الذي اشتهر في الثمانينات وانصرف منذ 15 عاماً الى وضع موسيقى الافلام. وأمضى كوبلاند طفولته في لبنان. وعن تجربته في الولاياتالمتحدة يقول زياد دويري: "عملت في حوالى خمسين فيلماً مساعد مصور ومصوراً. في البداية عملت في افلام صغيرة جدا وغريبة ومخصصة لنوع معين من الجمهور. وهي لا تعرض حتى في الصالات. هذه الافلام كانت صغيرة... وهنا تعلمت الكثير ولمست كل شيء من الكاميرا الى تحريك الآلات الى الرسم". ويضيف "في هذه الافلام كان بامكاني ان أخطأ وان اتعلم من اخطائي. لهذه الاسباب حين تحولت الى الافلام الكبيرة كنت جاهزا. كانت البداية صعبة في الولاياتالمتحدة... لكن العمل هناك في النهاية أسهل من اي بلد آخر". وعمل زياد دويري وراء الكاميرا مع المخرج الاميركي كوينتن تارانتينو في جميع افلامه بما فيها فيلمه الاخير "جاكي براون". وتحول بعدها الى مخرج وانتقل الى بيروت العام 1993 ليكمل الافكار والمشاهد التي كان بدأ كتابتها لفيلمه الاول. لكنه سرعان ما عاد الى الولاياتالمتحدة وفي رأسه فكرة ان يكسب مالا يتيح له التفرغ مدة كافية لانجاز السيناريو. وهذا ما تم فاتجه مجددا الى بيروت بحثا عن منتج. ويقول في هذا الاطار "كنت أعرف ان التمويل لن يأتي من اميركا لأن الاميركيين في تاريخهم كله لا يمولون الا السينما الاميركية فكيف اذا كان الفيلم عربيا. في بيروت اتفقت في النهاية مع شركة "بي بروداكشين" للانتاج وهي اهتمت بجمع المال اللازم الذي قدمته جهات مختلفة مثل المركز الوطني الفرنسي للسينما وتلفزيون "آرتي" وصندوق الدعم لبلدان الجنوب وغيرها". لكن "الدولة اللبنانية لم تقدم اي مساهمة مادية واقتصرت مساعدتها على مساهمة الجيش في تصوير بعض المشاهد". أما ميزانية الفيلم فهي صغيرة جداً. ويعالج الفيلم قصة ثلاثة مراهقين يبحثون عن الفرح وتبدو الحرب خلفية تتكئ عليها الاحداث. ويوضح المخرج: "الوقت يمر لكن الأولاد لا يكبرون. نحن نشعر ان الحرب موجودة وان الوقت يتقدم لكن هذا الوقت يظل مطلقا ونحس التغيير في الاطار السردي للفيلم مع تغير ثياب او طول شعر الممثلين. نمر سريعاً باغتيال كمال جنبلاط او بالاجتياح الاسرائيلي. لكن الفيلم ساخر وليس جدياً". وعن هذا النوع من النضج الذي يسبح في عالمه الاولاد في الفيلم يقول المخرج "أجريت أبحاثاً حول السيناريو لمعرفة ما اذا كان الاولاد بين الثالثة عشرة والسادسة عشرة يفكرون هكذا في لبنان. فوجدت ان ثلاثة ارباعهم لا يفكرون بهذه الطريقة. واعتبرت ان اطفال الحرب ينضجون بسرعة اكبر. وشجعني هذا الامر على الاحتفاظ بما جاء في السيناريو مع الاهتمام بتبسيط الامور وتحويل الحرب الى مواقف ووضعيات يمكن لأي مشاهد ان يفهمها".