هاجم حزب الطليعة المغربي المعارض حكومة السيد عبدالرحمن اليوسفي. وجاء في بيان حصلت عليه "الحياة" ان ظروف التناوب التي قادت الى تشكيل الحكومة الجديدة كانت اسوأ من شروط "التناوب الوفاقي" الذي كان مطروحاً عام 1993، وان الحكومة هي امتداد للحكومات السابقة "لأنها غير منبثقة من مؤسسات منتخبة انتخاباً حراً ونزيهاً يعكس الارادة الشعبية، وانها تضم في صفوفها احزاباً كانت تنعت بأنها احزاب ادارة" ساهمت في ايصال البلاد الى الازمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية الحالية". وأوضح البيان الذي صدر عقب اجتماع اللجنة المركزية للحزب الذي كان انشق عن الاتحاد الاشتراكي في وقت سابق واعتقل بعض قيادييه بسبب صراع على مقرات الحزب في الرباط عام 1984، انه سيظل يعارض "اي سياسة لا تخدم المصالح العليا للوطن، ولن ينخدع لأي شعارات زائفة او ديماغوجية مهما كان مصدرها". الى ذلك اكد رئيس مجلس النواب المغربي السيد عبدالواحد الراضي انه "لن يدخر اي جهد لمساعدة الحكومة في القيام بمهماتها في اطار الاحترام التام للمعايير والقيم والممارسات الديموقراطية". وقال الراضي لدى افتتاح دورة الربيع البرلمانية اول من أمس ان هذه المعايير تتجلى في "امتلاك الحكومة الوسائل التشريعية لادارة البلاد وتمكين الغالبية النيابية من الوسائل التي تجعلها مصدراً ايجابياً للاقتراحات ووجود معارضة يقظة خلاقة وبناءة". ورأى المسؤول المغربي ان عرض برنامج الحكومة الجديدة امام المجلس الاسبوع المقبل سيكون حدثاً كبيراً وفرصة للحوار بين السلطتين الاشتراعية والتنفيذية وتحديد التوجهات العامة للعمل الحكومي الذي تنتظره الفئات الاجتماعية كافة". من جهته انتقد الدكتور محمد جلال السعيد رئيس مجلس المستشارين ممارسات جبهة "بوليساريو" الرامية الى "نسف خطة التسوية الدولية لنزاع الصحراء". وقال ان المجلس "يستنكر ويدين هذه الممارسات ويدعو الى وقفها، كونها تتعارض واتفاقات هيوستن"، في اشارة الى اقصاء اعداد كبيرة من المتحدرين من اصول صحراوية من قوائم تحديد الهوية. وأعرب السعيد لدى بدء اجتماع مجلس المستشارين الغرفة الثانية عن امله ان تكون دورة الربيع النيابية "مظهراً معبراً عن حيوية الفكر النيابي ونموذجاً في تبادل الرأي والحوار المسؤول". وفي السياق نفسه وجه السيد عبدالرحمن اليوسفي رئيس الوزراء نداء الى البرلمان قال فيه: "رسالتي ان نعمل جميعاً في انسجام وفعالية وجدية، على وتيرة محترمة، حتى نتمكن من انجاز ما ينتظره الشعب". وكان اليوسفي رأس الجمعة اجتماع الكتلتين النيابيتين للاتحاد الاشتراكي في مجلسي النواب والمستشارين، وأوضح في خطاب بالمناسبة ان الهدف الرئيسي الذي يجب ان تلتزمه الغالبية النيابية الجديدة هو "تأمين الانسجام ووحدة الموقف ورص الصفوف في مواجهة المعارضة الجديدة". وعزا الصعوبات التي تكتنف هذه المهمة الى سببين، الاول ويكمن في التعدد الواسع لمكونات الغالبية على الصعيدين الحكومي والنيابي، والثاني ويطاول الاوضاع الجديدة المترتبة عن وجود غرفة ثانية خولها الدستور صلاحيات تكاد تكون نفس صلاحيات الغرفة الاولى، في اشارة الى امكان اطاحة الحكومة وتقديم اقتراحات القوانين وتشكيل لجان تقصي الحقائق. ودعا الى استثمار عنصر الزمن وتعميق التنسيق "كي تصبح الغالبية النيابية قوة منسجمة وفاعلة تساعد الحكومة في انجاز برنامجها بوتيرة معقولة وتمكن البرلمان من استرجاع سمعته وصدقيته". وقلل مسؤول حزبي من المخاوف الناشئة ازاء وجود مجلسين في البرلمان، وقال في تصريح الى "الحياة" ان العلاقة بينهما يضبطها دستور البلاد، وفي حال وجود خلافات ذات طابع سياسي، فانه توجد آليات قانونية ودستورية لفض المنازعات. ورأى الزعيم الاشتراكي عبدالرحمن اليوسفي ان حزبه اصبح مسؤولاً عن تسيير حكومة البلاد في تحالف مع احزاب الكتلة الديموقراطية وبعض احزاب الغالبية السابقة. وقال: "لقد اصبح مطروحاً علينا ان ننتقل من ثقافة المعارضة الى ثقافة التسيير والمسؤولية، وان نشرع في تنفيذ هذه الثقافة الآن". ومن المقرر في غضون ذلك ان يعرض اليوسفي برنامج حكومته امام مجلس النواب الجمعة المقبل، لحيازة ثقة الغالبية النيابية. وسيدرس المجلس اثر ذلك قوانين عدة، في مقدمها القانون التنظيمي للموازنة، وقانون المحكمة العليا، ومشاريع اخرى تعرضها الحكومة. ومن جهة ثانية يبدأ وفد من البرلمان الاوروبي الاثنين زيارة عمل الى المغرب يجتمع خلالها مع رئيسي مجلسي النواب والمستشارين والكتل النيابية في الحكومة والمعارضة. وسيكون مسار التجربة الديموقراطية في المغرب والعلاقة مع بلدان الاتحاد الاوروبي ضمن محاور القضايا التي سيبحثها مع المسؤولين المغاربة، اضافة الى تطورات نزاع الصحراء، والموقف ازاء العراقيل التي تواجه عمليات تحديد الهوية. وسبق للبرلمان الاوروبي ان اكد دعمه لخطة الامم المحتدة لتسوية النزاع، كما دعا الى تعزيز دولة القانون واحترام حقوق الانسان. وتسود اجواء جديدة من الثقة علاقة البرلمان الاوروبي مع المغرب التي كانت اجتازت فترة تشكيك ومؤاخذات في وقت سابق.