بكت وزيرة التعليم العالي الفلسطينية الدكتورة حنان عشراوي حين دخلت قاعة "وست هول" في الجامعة الاميركية في بيروت، وفوجئت بذلك الحشد الطالبي الذي كان في انتظارها للقاء نظمه "نادي طلبة فلسطين"، مستفيداً من فرصة وجودها في بيروت حيث شاركت في مؤتمر لپ"يونيسكو" عن التعليم العالي العربي في القرن الحادي والعشرين. على مدى ساعتين استمعت عشراوي الى عشرات الاسئلة وأجابت عنها جميعاً على رغم ان بعضها اسئلة "شغب" كما قالت. وفي مقدم الحضور رئيس الجامعة الدكتور جون واتربوري وعميد الطلبة الدكتور فوزي الحاج ومستشار النادي الدكتور نبيل دجاني وأساتذة وموظفون وطلاب ملأوا المقاعد والممرات والمداخل والادراج. اسئلة الطلاب حملت هواجسهم فكانت تترجح بين مصير الفلسطينيين خارج اراضي الحكم الذاتي وممارسات السلطة الفلسطينية في الداخل وصولاً الى تلك العلاقة الملتبسة بين اسرائيل والسلطة في موضوع الامن وقراءة اتفاق أوسلو والخطاب السياسي العربي والدعم الاميركي لإسرائيل. سئلت عشراوي عن "حماس" والاعتقالات التي تمارس في حقها، فميزت بين الاعتقال السياسي والاعتقال العائد الى خرق القوانين. وسألت عن احوال المساجين في الدول العربية وطلبت عدم ظلم السلطة الفلسطينية. ورفضت عشراوي التوطين والذوبان داخل المجتمعات العربية، مؤكدة "ضرورة حصول كل فلسطينيي الخارج على الهوية الوطنية". ونفت ان يكون اتفاق أوسلو "اتفاقاً للتنازل عن فلسطين"، معتبرة انه "نقطة انطلاق. فالنضال من الخارج لا يؤدي الى الحفاظ على الوجود. والقول ان المطلوب كل شيء او لا شيء يعني اننا سنصل الى مرحلة تصبح الارض كلها مستوطنات ولا مكان فيها للشعب الفلسطيني الذي لا يجوز ان يتحول شعباً منفىاً"، مشددة على "دور المجتمع الدولي في تطبيق جدول أعمال أوسلو الملزم والمتعلق بالحدود واللاجئين والمستوطنات والقدس، وعلى البعد العربي على رغم مأسويته"، داعية الى تغيير مفهوم الضحية "اذ لا يجوز ان تبقى انت المتلقي لسياسة القوي". واعترفت عشراوي بوجود نقاط ضعف وثغرات في أوسلو لكنها نصحت بالتعقل "فالعملية التفاوضية مفتوحة ونحن امام آلية تغيير وليس هدف". سئلت عن السجينة سمر العلمي فتحدثت عن الاجحاف اللاحق بها وبكل المعتقلين الفلسطينيين في العالم. وسئلت عن محاكمة روجيه غارودي فقالت ان "على الفرنسيين ان يغضبوا وليس نحن، لأن المحاكمة اساءة الى حرية النشر عندهم". وحين سئلت عن مجزرة قانا، قالت عشراوي ان "اكثر ما آلمها في ذلك الحين ان المجلس الوطني الفلسطيني كان مجتمعاً لتعديل الميثاق". عشراوي التي درست في الجامعة الاميركية بين 1964 و1970 سألت في جولتها القصيرة على حرم الجامعة عن الپ"ميلك بار" وعن الپ"سبيتش كورنر". وقبّلت السيدة إبش واعتذرت منها "لأني غلبتك" في "ميوركس هول" سكن الطالبات. وحىن سألتها "الحياة" عن انطباعاتها عن جيل الجامعة الاميركية الجديد قالت: "هناك تفاوت بين تفكير الطلاب، فبعضهم لا يزال يستخدم المصطلحات القديمة لكن هناك من عكس تغييراً في الجوهر المهم هو الجرأة والارادة وهناك أمل".