بيروت، القاهرة، عمان، غزة، الكويت، بغداد، بكين - "الحياة"، أ ف ب - دعا رئيس الجمهورية اللبناني الياس الهراوي إلى "إنقاذ السلام من النيات الإسرائيلية وإنقاذ الحق العربي من أيدي بعض المفاوضين العرب"، في وقت انتقد وزير الخارجية المصري عمرو موسى تصريحات نتانياهو في شأن المستوطنات مشككاً في النيّات المستقبلية للحكومة الاسرائيلية. فقد بحث الرئيس المصري حسني مبارك اتفاق واي بلانتيشن في اتصال هاتفي اجراه اول من امس مع الملك حسين الذي يخضع لعلاج ضد السرطان في الولاياتالمتحدة. وجدد مبارك والملك حسين بحسب وكالة الانباء الاردنية بترا تأكيدهما دعم الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات واشادا بجهوده لاعادة "الحقوق المشروعة" للشعب الفلسطيني. كما شكر مبارك العاهل الاردني على الدور الفاعل الذي لعبه في مفاوضات واي بلانتيشن وتمنى له الشفاء العاجل. وفي بيروت، قال الرئيس اللبناني الياس الهراوي في افتتاح المؤتمر الهندسي العربي الحادي والعشرين، الذي ينظمه إتحاد المهندسين العرب، في قصر الأونيسكو في بيروت: "في الماضي حمّلوا كل العرب وزر قضيتهم خمسين عاماً واستنزفت جبهتي المواجهة والمساندة، وحمّلوا لبنان، كل لبنان، وزر أطماعهم ومناوراتهم وهدّوا دولتنا فأشغلونا سنوات وسنوات في إعادة بناء الدولة، وفي المقابل يرضون بشبه دويلة لهم هناك ولا يسألون عن جنوبنا الذي اجتاحته إسرائيل واحتلته بسببهم ولا عن الجولان الذي فقدته سورية نتيجة التزام سورية الحق العربي والكرامة العربية، بل ها هم يعتبرون بنيامين نتانياهو شريكهم وهو الذي يرفض إعادة الجولان ويرفض تطبيق القرار الرقم 425 بنصّه وروحه". أضاف الهراوي: "لن نسأل هؤلاء أين فلسطين بل نسألهم أين القرارات الدولية المتعلقة بالحقوق الفلسطينية، نسألهم أين القدس والمسجد الأقصى، وعودة اللاجئين وفلسطينيي الشتات، نحن هنا في لبنان نرفض أي شكل من أشكال التوطين، وهم هم لم يحرّكوا ساكناً بشأن المستوطنات الإسرائيلية في عقر ما تبقى من أرضهم. ثم نسأل الشرعية الدولية هل يجوز لوكالة الإستخبارات المركزية الأميركية الإشراف على تنفيذ الإتفاق الأخير باعتقال من ترى إسرائيل أنهم إرهابيون ولا يجوز للولايات المتحدة أن تمارس ثقلها لوقف الإعتداءات الإسرائيلية اليومية على أهلنا وقرانا؟ بل أكثر من ذلك، لماذا لا يجوز دعم القوات الدولية الموجودة عندنا منذ 1978 لإتمام دورها الذي نص عليه القرار 425 في الجنوب والبقاع الغربي كما لا يجوز تنفيذ القرارات الدولية بشأن الحقوق العربية ولا سيما في الجولان؟". ودعا الهراوي الملوك والرؤساء العرب إلى وقفة تاريخية، مذكّراً الإدارة الأميركية بالضمانات التي قدمتها من أجل عقد مؤتمر مدريد باعتباره مدخلاً لإقامة السلام العادل والشامل، قائلاً: "نحن هنا سنبقى أصدقاء للولايات المتحدة وأصدقاء الشعب الأميركي، وهم الذين يعتزّون بتمثال الحرية على مدخل نيويورك إذا كانوا فعلاً يريدون حرية العالم وإلاّ فليرجعوه إلى من قدّمه لهم وهي فرنسا". وأكد في الوقت نفسه "ثقة لبنان بصدقية الولاياتالمتحدة في التزام تعهداتها وليس بصدقية اللوبي الصهيوني الذي يسيطر على الولاياتالمتحدة". ورأى وزير الدفاع محسن دلول أن "الإتفاق نتيجة لتمادي السلطة الفلسطينية في تنازلاتها المستمرة منذ توقيع إتفاق أوسلو"، معتبراً "أن مأسوية الإتفاق لا تكمن في حدود التنازلات المعلنة وغير المعلنة بل في إعلان رئىس الحكومة الإسرائيلية نتانياهو عن عدم إلتزامه بالمواعيد المحددة للإتفاق". وفي مؤتمر صحافي عقده في قصر بسترس، قال وزير الخارجية اللبنانية فارس بويز: "اذا كان البعض في حاجة الى تحقيق مكسب معنوي من خلال الايحاء بأن هناك انتصاراً في واي بلانتيشين، فإن هذا الانتصار الشكلي او الاعلامي هو على حساب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ولا يعنينا". ورأى ان اسرائيل لا تزال تتعاطى مع الفلسطينيين كحالة بشرية وليس كحالة سياسية او كوطن او كمجموعة لها صفة وطنية، وأكد تحفظ لبنان "حيال مواضيع من حق لبنان ان يتحفظ عليها وهي اغفال او نسيان حقوق الشعب الفلسطيني خارج فلسطين وحقوق العودة او على الاقل تكريس حق العودة بشكل او بآخر وحقوق الهوية والشخصية والوطن". ومن المقرر أن تعقد لجنة المتابعة المنبثقة عن لقاء الأحزاب والقوى اللبنانية إجتماعاً إستثنائياً تشارك فيه الفصائل الفلسطينية اليوم في مقر الوحدة الإعلامية المركزية ل "حزب الله" لبحث الموقف من إتفاق واي بلانتيشين والإجراءات التي ينبغي إتخاذها في هذا الإطار. وفي القاهرة، ردّ وزير الخارجية المصري عمرو موسى بحدة امس على مقولة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ان اتفاق واي بلانتيشين لا يقيد الاستيطان الاسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزةوالقدس، فقال: "هذا بداية لخرق الاتفاق الفلسطيني - الاسرائيلي الذي رعته الادارة الاميركية ويكشف عن النيات المستقبلية للحكومة الاسرائيلية". وشدد على ضرورة التنفيذ الامين للاتفاق، مشيراً الى ان اشارات نتانياهو الى استمرار الاستيطان تخلق اجواء سلبية لن تساعد على استعادة مناخ الثقة وتنفيذ الاتفاقات وشكك في تنفيذ رئيس الحكومة الاسرائيلية للاتفاق، موضحاً ان السجل السلبي لنتانياهو لا يبشّر بالخير. وفي غزة دعت ستة فصائل وحركات فلسطينية امس الفلسطينيين الى رفض مذكرة التفاهم واصفة اتفاق واي بلانتيشين بأنه "مشروع فتنة". وحمل البيان الذي حصلت وكالة فرانس برس على نسخة عنه تواقيع حزب الخلاص الاسلامي المقرب من حماس وحركة الجهاد الاسلامي وحركة حماس والجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين بزعامة نايف حواتمة وجبهة التحرير العربية والجبهة الشعبية بزعامة جورج حبش. واخذت هذه القوى الفلسطينية المعارضة على السلطة الفلسطينية قبولها "املاءات وشروطاً اميركية واسرائيلية تناولت تعديل الميثاق الوطني إمعاناً في اذلال شعبنا وشطب تاريخنا وحقوقنا". ومن جانبها اعربت الكويت اول من امس عن املها في ان يسفر الاتفاق الانتقالي الاسرائيلي-الفلسطيني عن نتائج ايجابية تؤدي الى تحريك عملية السلام على المسارين السوري واللبناني. وقال وزير الاعلام ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الكويتي بالنيابة يوسف السميط في تصريح صحافي عقب جلسة لمجلس الوزراء برئاسة ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح ان المجلس ثمّن الدور الذي قامت به الولاياتالمتحدة والجهود المتواصلة التي بذلها الرئيس بيل كلينتون من اجل التوصل الى هذا الاتفاق وتحقيق السلام في الشرق الاوسط". وفي بغداد ندد حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم في العراق اول من امس بالاتفاق الاسرائيلي - الفلسطيني معتبراً انه يؤدي الى ضياع القضية الفلسطينية. واكدت القيادة القومية للحزب في بيان بثه التلفزيون ان الاتفاق المرحلي والاتفاقات السابقة "تؤدي الى تجزئة القضية الفلسطينية وبالتالي الى ضياعها". ورحبت الصين من جهتها أمس بالتوقيع على اتفاق واي بلانتيشن، معربة عن الامل في استئناف قريب للمفاوضات بين اسرائيل وكل من سورية ولبنان. فقد قال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية: "اننا نشيد بالاتفاق … الذي تم التوصل اليه عبر نقاشات صريحة وجدية". واضاف ان الصين تأمل بأن تقوم "كل الاطراف المعنية بتطبيق الاتفاق الذي تم ابرامه تشجيعاً لعملية السلام". وقال: "اننا نأمل بصدق ان تستأنف النقاشات بين اسرائيل وكل من سورية ولبنان في اسرع وقت ممكن حتى يتم تحقيق سلام شامل وعادل" في الشرق الاوسط