"كتاب الاستقلال بالصور والوثائق" كتاب وثائقي كتبه واعدّه غسان تويني متعاوناً مع فارس ساسين ونوّاف سلام. صدر عن دار النهار للنشر في بيروت وحمل صورة للعلم اللبناني الذي وقّعه رواد الاستقلال. مكتوب بأسلوب التحقيق الصحافي بل هو أقرب الى الريبورتاج الروائي الشكل والتحليلي المبنى ويروي حكاية الاستقلال إنطلاقاً من انتخابات رئاسة الشيخ بشارة الخوري وحكومة رياض الصلح و"الميثاق الوطني"... الى الاعتقالات فثورة الشعب ورفض المجلس النيابي، فالى "قلعة راشيا" والحكومة الموقتة والاعتصام في بشامون. والنزاع الدولي و"المأزق الفرنسي"، ثم الجلاء في 31 كانون الاول ديسمبر 1946... الى مقدمات الاستقلال وجذوره الفكرية والسياسية... تطلعاً الى المثاليات التي صنعت التاريخ. والكتاب هو أشبه بالذاكرة الوطنية الحية التي توحد لبنان، أبعد من المناظرات، والشكوك والحزبيات والعصبيات... وقدّم التويني للكتاب قائلاً: "شيء كبير جداً ان نحاول، بعد ما يزيد على النصف قرن، وضع "كتاب الاستقلال"، أو كتاب عنه! المراجع ليست قليلة، ولو لم تكن كلها متوافرة بسهولة. ثمة ذكريات ومذكرات، انما معظمها غير مركّز حول الموضوع. بعضها قديم، بعضها غير مشوّق الاسلوب او الاخراج. ثمة وثائق، انما يقل تداولها ويتكاسل الراجعون اليها للبحث. والاهم من ذلك كله ان ثمة حاجة الى "كتاب" يقرأ وبسهولة، لان "القضية" - قضية الاستقلال - طغت على وقائعه، حتى لا نقول على تاريخه... الحاجة الى كتاب يشوّق ولا ينفِّر، لان الذين يجب ان يعرفوا عن الاستقلال حتى يناقشوه تصطدم عقولهم وقلوبهم بالركام التي خلفتها حروب العشرين سنة... سواء كانت "حروب الآخرين على ارضنا"، او هي كانت حروبنا التائهة في المثاليات البريئة، ندرك اليوم كم "وظّفها" الآخرون، كل الآخرين، في سبيل ان نزهد بالاستقلال، ثم نيأس حتى من الوطن المستقل، الى حد الهجرة منه... الهجرة منه قضية وارضاً وتاريخاً! اما بعد، فهذا الكتاب المتواضع ليس كتاب تاريخ، ولا هو محاولة "تأريخ" كانت تستوجب، الى الاختصاص، جهوداً في البحث والتدقيق والمقارنة... مما قد لا تتسع له حدود الصحافة، ولا تتسع له على كل حال مهنة الصحافي. هو اذاً، بالاذن من التاريخ والمؤرخين، محاولة تحقيق صحفي، روائية الشكل عمداً الى حد انها تصح ان تكون شيئاً من "الريبورتاج": الصورة فيه تشخصن الاحداث وتعزز الواقعية. ولعلنا هكذا نمهّد ونستعجل - وهذا بعض طموحنا - لما يسمونه باللغة الدارجة هذه الايام "كتاب تاريخ موحد"....