طالب الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي مجلس الأمن بعقد جلسة عاجلة لرفع العقوبات عن ليبيا أو تعليقها وتعويضها الخسائر التي لحقت بها، بسبب الحصار المفروض عليها. بعدما أكدت محكمة العدل الدولية اختصاصها في تحديد مكان محاكمة المتهمين بحادث تفجير الطائرة الأميركية بان أميركان فوق لوكربي. واعتبر القذافي، في حديث الى قناة أبو ظبي التلفزيونية الفضائية الاربعاء، قرار محكمة العدل الدولية "انتصاراً لموقف ليبيا وللحق على أميركا وبريطشانيا". وأكد القذافي انه يتعين على مجلس الأمن الاجتماع وتعليق العقوبات المفروضة على ليبيا على أقل تقدير الى حين انتهاء محاكمة الليبيين المتهمين في قضية لوكربي أمام محكمة دولية أو في أي بلد آخر غير الولاياتالمتحدة وبريطانيا. ورحب الزعيم الليبي بقرار المجموعة العربية في الأممالمتحدة، تقديم طلب رسمي الى مجلس الأمن للنظر في الغاء العقوبات المفروضة على ليبيا. وقال ان قرار المحكمة الدولية يؤكد ان موقف ليبيا صحيح وسليم وهي قضية غير سياسية ولا بد ان ترفع العقوبات عن ليبيا وأن يتم تعويضها لأنه صدر بحقها قرار خاطئ عن مجلس الأمن وعليه رفع العقوبات ويتخذ قراراً بالتعويض. لكن القذافي توقع أن تستخدم الولاياتالمتحدة وبريطانيا، التي وصفها بأنها "تابعة وتافهة" استخدام حق النقض "الفيتو". ضد أي خطوة في هذا الصدد داخل مجلس الأمن. وقال ان هذا سيثبت في حال حدوثه أن ليبيا هي ضحية البربرية الدولية التي تمثلها الولاياتالمتحدة. وفي رده على مداخلة لرئيس تحرير "الحياة" ساق خلالها أدلة واقعية كثيرة على أخطاء القضاء الأميركي والبريطاني وعدم أهليتهما للنظر في قضية لوكربي ومحاكمة الليبيين المتهمين فيهما وذلك لعدم توفر شروط محاكمة عادلة لهما في هذين البلدين، قال العقيد القذافي: "طعنا من داخل القضاء الأميركي والبريطاني الذي يقول بأنه لا يجوز النظر في قضية صدر فيها حكم مسبق في الإعلام والرأي العام المعبأ سياسياً، الأمر الذي يجعل أي محلفين يتم اختيارهم منحازين قبل النظر في القضية ضد ليبيا". وأضاف: "ان الإعلام الأميركي والبريطاني ومختلف الدوائر في هذين البلدين يقولون عن المتهمين الليبيين قتلة وارهابيين وحكموا عليهما مسبقاً". ورفض القذافي بشدة فكرة رفع العقوبات عن ليبيا مقابل اعترافها باسرائيل وقال ان طرح مثل هذه الفكرة دليل على تورط الاستخبارات الأميركية والاستخبارات الاسرائيلية في قضية لوكربي والصاق التهمة بليبيا للضغط عليها للاعتراف باسرائيل. وأكد ان ليبيا على استعداد للتعاون مع شركات النفط الأميركية ومنحها مشاريع للتنقيب عن النفط والغاز في الأراضي الليبية. وأضاف انه من الأفضل للشعب الأميركي أن تضع واشنطن جانباً لغة التهديد واستخدام القوة.