الجزائر، لندن - أ ف ب - ذكرت صحيفة "لوتانتيك" امس ان نحو مئة اسلامي مسلح قتلوا في الايام الاخيرة في مناطق سعيدة وسيدي بلعباس وتلمسان غرب على ايدي قوات الامن في عملية كبيرة لا تزال مستمرة. وكانت الاجهزة الامنية اعلنت السبت الماضي مقتل 19 اسلامياً مسلحاً في عملية نفذت اثر قتل اربعة قرويين على ايدي مجموعة مسلحة بين سعيدة وسيدي بلعباس. واضافت الصحيفة ان "هذه العملية الواسعة التي لم تنته بعد سمحت بالقضاء على عدد كبير من الارهابيين نظراً الى الجثث المقطعة او المحروقة التي لم يتسن التعرف على اصحابها". وذكرت الصحيفة ان حصيلة اولى تحدثت عن مقتل 42 اسلامياً مسلحاً ثم 15 آخرين واعتبرت ان "مواصلة العملية الى الشمال والشرق ترفع الحصيلة ليتجاوز عدد القتلى المئة". وتابعت ان الاجهزة الامنية اعتقلت الفارين الذين كانوا يحاولون الوصول الى الحدود المغربية. واضافت ان مجموعة اسلامية كبيرة محاصرة في جبل عصفور في حين خسرت مجموعة اخرى محاصرة عند حدود ولاية سيدي بلعباس اربعة من عناصرها. واوضحت انه "لم يعد القضاء على هاتين المجموعتين سوى مسألة وقت". وذكرت الصحيفة ان اسلامياً مسلحاً قتل واصيب اثنان آخران بجروح الجمعة في سيدي احمد بن يحيا جنوب غرب على ايدي مجموعة للدفاع الذاتي. وكان الرئيس الجزائري اليمين زروال الذي انهى اول من امس زيارة لولاية المدية دامت يومين اكد عزم الدولة على "القضاء على الارهاب" واعلن "برنامج اعمار وطنياً" في 20 ولاية تطالها اعمال العنف. وقال الرئيس زروال خلال زيارته النادرة لولاية المدية حيث ذبح ثمانية اشخاص الجمعة الماضي ان حكومته مصممة على القضاء على المتمردين الذين قال انهم لا يسعون الا الى تدمير الدولة وقتل المواطنين عشوائياً. بوطرفة من جهة اخرى، صرح مصدر رسمي بأن السلطات البريطانية قررت تسليم فرنسا امس الاثنين الفرنسي من اصل جزائري مصطفى بوطرفة الذي يشتبه بضلوعه في الاعتداءات التي نفذها اسلاميون في فرنسا العام 1995. وكان قسم مكافحة الارهاب في الشرطة البريطانية اوقف في آذار مارس 1996 بوطرفة 23 عاماً بموجب مذكرة توقيف دولية اصدرها القضاء الفرنسي. وبوطرفة متهم بانه قدم مساعدة مباشرة الى بوعالم بن سعيد 30 عاماً وهو واحد من أبرز المشتبه بتنظيمهم موجة الاعتداءات، ووفر له مسكناً. وكان بوطرفة غادر في تشرين الثاني نوفمبر 1995 آخر مقر له في فرنسا حيث كان يقيم في ايفري جنوبباريس بعدما نقل حسابه المصرفي الى بريطانيا. واوضحت وزارة الداخلية البريطانية ان شرطيين فرنسيين سيصلان لنقل بوطرفة الى فرنسا. ولا يزال القضاء الفرنسي ينتظر تسليمه مشبوه آخر هو الجزائري رشيد رمضة المتهم بانه ساعد في تنسيق العمليات التي وقعت في 1995 ونسبتها باريس لمتطرفين اسلاميين مقربين من الجماعة الاسلامية المسلحة الجزائرية. وكان القضاء البريطاني رفض في السابق طلب رمضة عدم تسليمه الى الحكومة الفرنسية بحجة ان القضاء الفرنسي "غير محايد بالنسبة الى المسلمين". واستأنف محاموه في لندن هذا الحكم امام مجلس اللوردات، اعلى هيئة قضائية في البلاد، الذي ما زال ينظر في طلب الاستئناف. وكان رمضة 27 عاماً اوقف في لندن في تشرين الثاني نوفمبر 1995 اثناء حملة اعتقالات في الاوساط الاسلامية للمدينة. وأودع سجن بلمارش جنوب شرقي العاصمة المحاط بترتيبات امنية مشددة. احكام بالاعدام الى ذلك، بثت الاذاعة الرسمية الجزائرية امس ان المحكمة الجنائية في تلمسان حكمت غيابياً بالاعدام على 22 اسلامياً مسلحاً وبالسجن المؤبد على 32 آخرين. وأكدت الاذاعة ان بين المحكومين بالاعدام زعيم الجماعة الاسلامية المسلحة في غرب البلاد قادة بن شيحا الذي اكدت الصحف مرات عدة انه قتل. وأصدرت المحاكم الجنائية الجزائرية منذ اكثر من عامين احكاماً بالاعدام، معظمها غيابية، على مئات من الاسلاميين المسلحين. ورغم صدور هذه الاحكام، لم يتم تنفيذ أي منها منذ 1992.