باريس، الجزائر - رويترز، أ ف ب - قال الرئيس الجزائري اليمين زروال خلال زيارة نادرة قام بها للمنطقة الشمالية من البلاد التي تمزقها الصراعات الدموية أمس ان حكومته مصممة على القضاء على المتشددين الاسلاميين الذين يقومون بأعمال عنف في الجزائر. واذيع في الجزائر ان "مجموعة ارهابية" اغتالت 7 مواطنين في منطقة أولاد عيسى في المدية عشية وصول الرئيس الجزائري إليها. وقال زروال إنه "على رغم الدمار والخسائر في الارواح، خصوصاً بين المدنيين الفقراء العزل، فإن الشعب الجزائري والدولة مصممان على القضاء على ظاهرة الارهاب الغريبة على المجتمع". وكان زروال يتحدث بعد وصوله إلى ولاية المدية التي تبعد 70 كيلومتراً جنوبالجزائر العاصمة في زيارة تستمر يومين. وتفقد زروال جسراً أعيد بناؤه حديثاً بعد ان دمره المتشددون مرتين. وتجول الرئيس الجزائري في مدينة طبلات في المنطقة حيث أعيد بناء عدد من المنشآت الخدمية التي دمرها المتشددون. وقال زروال، مشيراً إلى المتشددين، إن "هذه الجماعات تعتزم الآن تدمير كل شيء يوفر الخدمات للشعب ورموز الدولة الجزائرية". واضاف ان اعادة بناء الجسر يمثل أحد افضل الردود على المتشددين. وتفيد تقديرات غربية أن أكثر من 65 ألف شخص قتلوا في أعمال عنف تشهدها الجزائر منذ العام 1992 عندما ألغت السلطات انتخابات عامة كان الاسلاميون يحققون تقدماً كبيراً فيها. حقوق الانسان من جهة أخرى، أفادت صحيفة "لانوفيل ريبوبليك" الجزائرية أمس ان المرصد الوطني لحقوق الانسان، وهو هيئة رسمية، سجل 706 شكاوى تطالب بالعثور على أشخاص فقدوا في العام 1997، مقابل 219 شخصاً في العام 1996. وقال رئيس المرصد كامل رزاق باره، الذي نقلت الصحيفة تصريحاته، ان الهيئة تمكنت من معرفة مصير 514 من هؤلاء المفقودين، ومعظمهم فقدوا في عمليات "لا يمكن ان تنسب" إلى قوات الأمن. وأضاف ان عدداً من هؤلاء المفقودين غادر البلاد سراً أو انضم إلى الجماعات الإسلامية المسلحة، موضحاً أنه عثر على بعضهم بعد أن قتل أو اعتقل في اشتباكات مع قوات الأمن. وأكد ان بعض الذين غادروا البلاد من دون ابلاغ أقاربهم موجودون على الأرجح في فرنسا في مراكز مساعدة القاصرين مثل مركز مرسيليا، مشيراً إلى أن "أقاربهم المقتنعين مع ذلك بأن قوات الأمن خطفتهم يتقدمون بطلبات لتحديد أماكنهم". وأشار إلى أن "بعض العائلات لا تصدق في بعض الأحيان نتائج التحقيق الذي يجريه المرصد عندما يكشف ان المفقود أصبح ارهابياً".