واجهت السلطات الصربية بعنف شديد امس الاثنين التظاهرات التي قام بها الألبان الذين يشكلون غالبية السكان في اقليم كوسوفو المضطرب، ودارت مواجهات بين الجانبين في بريشتينا، عاصمة الاقليم ومدن اخرى، ما حدا ببلغراد الى ارسال تعزيزات لاحتواء التصعيد مهددة بالتعامل بحزم مع "الارهابيين الانفصاليين" وافشال خطة هؤلاء لتدويل الازمة. وضمت التظاهرة في وسط بريشتينا حوالى عشرة آلاف شخص، احتجاجاً على استخدام السلطات الصربية العنف في الاقليم خلال اليومين الماضيين، ما اسفر عن سقوط 16 قتيلاً من الألبان واصابة 30 آخرين بجروح. وأفيد ان اربعة عسكريين صرباً قتلوا في المواجهات. وردّد المتظاهرون شعارات تؤكد تمسكهم بحقوقهم منها: "أوقفوا الارهاب الصربي" و"نتنازل عن حياتنا ولا تنازل عن كوسوفو". واستخدمت الشرطة الصربية قنابل الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه والهراوات لتفريق المتظاهرين وبينهم عدد من النساء اصبن بجروح. واستقبل السكان الصرب في كوسوفو الانتشار العسكري الصربي باشارات التشجيع من نوافذ منازلهم. واصدرت وزارة الداخلية الصربية بياناً حذّرت فيه من انها لن تسمح بأي تظاهرة "تدعم الارهاب الألباني في كوسوفو". ووجه الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش كلمة عبر تلفزيون بلغراد امس اشاد فيها بالعسكريين الذين خاضوا المعارك الاخيرة مع المقاتلين الألبان. وقال: "ان الارهاب الهادف الى تدويل مشكلة كوسوفو لن يضرّ الا القائمين بها". وجدد تحذيره من اي تدخل خارجي في النزاع في كوسوفو. وابلغ مصدر في المكتب الاعلامي الالباني في بريشتينا "الحياة" ان التوتر خيم على كل انحاء كوسوفو امس واغلقت المدارس والمحلات فيما ضربت الدوريات العسكرية الصربية طوقاً حول منطقتي علوغو فاتس وسربتسا ومنعت الدخول والخروج فيما واصل رجال الامن الصرب اقتحام البيوت واعتقال الألبان. واضاف المصدر ان المعلومات المتوافرة لديه تشير الى نشر حوالى 40 الف عسكري جديد في كوسوفو نقلوا سريعاً من انحاء صربيا تعزيزاً للوحدات الصربية المنتشرة هناك. وذكر المصدر ان اتحاد الطلبة الالبان في كوسوفو وجه الى كل الاحزاب السياسية ومنظمات الشبيبة الالبانية في كوسوفو والبانيا ومقدونيا والجبل الاسود دعوة لتوحيد صفوفها وتنسيق نشاطاتها و"تشكيل جبهة تعمل على تنظيم الشعب الالباني من اجل انقاذه من الاخطار التي تهدده". وعلمت "الحياة" من مصدر آخر ان جيش تحرير كوسوفو السري اصدر بياناً اكد عزمه على مواصلة القتال ضد القوات الصربية في كوسوفو حتى التحرير والاستقرار. واعربت الولاياتالمتحدة والمانيا ودول اوروبية اخرى قلقها ازاء احداث كوسوفو. لكن المراقبين لاحظوا ان البيان الاميركي تجنب انتقاد السلطات الصربية.