شهد اقليم كوسوفو تظاهرات شعبية عارمة في عاصمة بريشتينا ومدن اخرى، نظمتها الاحزاب السياسية والهيئات الانسانية والمهنية الالبانية امس الاثنين للتزامن مع اجتماع مجموعة الاتصال الدولية الذي عقد في لندن. وعلى رغم سوء الاحوال الجوية وهطول الامطار، شارك حوالى ثلاثين ألف الباني في تظاهرة بريشتينا التي وصفها المراقبون بأنها الاضخم من نوعها منذ انهيار يوغوسلافيا السابقة. ورفع المشاركون فيها شعارات تدعو الى وقف العنف والارهاب الصربي واحلال السلام. واحاطت الشرطة الصربية بالمتظاهرين في بريشتينا لكنها لم تتدخل لتفريقهم خشية من وسائل الاعلام. الا ان مدناً اخرى مثل بيتش وكلين شهدت صدامات مع الشرطة اسفرت عن جرح العديد من المتظاهرين واعتقال آخرين. وأصدر "جيش تحرير كوسوفو" السري بياناً يحمل الرقم 44 تسلمت "الحياة" نسخة منه، تناول المقاومة الشجاعة التي ابداها انصاره امام الهجمات الصربية الاخيرة. وأشار البيان الى انه "لا خيار لدى الالبان في كوسوفو سوى مواصلة الحرب والتصدي للسلطات الصربية حتى يتحقق تحرير كل الاراضي في الاقليم واستقلالها". ونقلت صحيفة "كوفاريتورا" الصادرة في بريشتينا امس عن رئيس حكومة كوسوفو في المنفى بويار بوكوشي ان "الاستقلال في الاقليم الحد الادنى الذي يرضى به الالبان لأنه لا يمكن تحقيق الحكم الذاتي تحت السيادة الصربية". ومعلوم ان بوكوشي يمثل الجناح المتشدد في الحركة الوطنية الالبانية في كوسوفو التي يقودها ابراهيم روغوفا الذي يوصف بالاعتدال وتفضيل الحلول الدولية. ونقلت صحيفة "ناشابوربا" امس عن مصادر في جمهورية الجبل الاسود المتاخمة لقسم من منطقة الاشتباكات الاخيرة في كوسوف ان "حوالى 3 آلاف و500 شخص فروا في الأيام الاخيرة الى الجمهورية بسبب الوضع الخطير في كوسوفو". وقدّر المركز الاعلامي الالباني في بريشتينا ان اكثر من ستة آلاف شخص نزحوا خلال الايام الاخيرة الى الجبل الاسود ومقدونياوالبانيا، فيما ارغم آلاف آخرون على الفرار من قراهم والمبيت في العراء. وأشار المركز الى ان القوات الصربية لم تلتزم بالبيان الذي اصدرته سلطات بلغراد حول وقف الهجمات على القرى الالبانية وان دوي الرشاشات والمدفعية ظل مسموعاً بين حين وآخر في محيط بلديات درينتسا وسربتسا. وذكر المصدر ان اكثر من 60 جثة لاشخاص البان وجدت قرب احد مراكز الشرطة الصربية ما يعني انهم قتلوا بعد اعتقالهم. وبذلك يزيد عدد الالبان الذين قتلهم الصرب في الايام الاخيرة عن 120 شخصاً. ونقلت اذاعة تيرانا امس عن مصادر في وزارتي الداخلية والدفاع في البانيا انه "تم ارسال قوات خاصة الى الحدود مع يوغوسلافيا كوسوفو بسبب الوضع الذي يزداد توتراً". وأضافت الاذاعة "ان الوحدات اليوغسلافية المرابطة على الحدود، شرعت بحفر الخنادق بينما قامت مقدونيا بحشد قواتها على الحدود مع كوسوفو والبانيا وارغمت اعداد كبيرة من الالبان المقدونيين على مغادرة المنطقة الحدودية". وطلبت البانيا باعتبارها عضواً في "الشراكة من أجل السلام" مع حلف شمال الاطلسي ان "يعقد الحلف اجتماعاً في وقت قريب لبحث الاوضاع الراهنة في البلقان". من جهة أخرى، وزعت وسائل الاعلام في بلغراد صورة لجثة القائد المفترض للانتفاضة الأخيرة في كوسوفو آدم ياشاري وذلك تأكيداً لاعلانها قبل ايام مقتله وعدد من كبار مساعديه.