دافع سياسي مغربي من الغالبية السابقة الحزبية عن وضع احزاب الوفاق في المغرب التي تشمل كلاً من الاتحاد الدستوري والحركة الشعبية والحزب الوطني الديموقراطي ازاء الحكومة المرتقبة، ورأى ان الخلافات بين المغرب والجزائر لا ترتبط في مجملها بالموقف من قضية الصحراء، كما دعا الى البحث عن المستفيد من تعليق مؤسسات اتحاد المغرب العربي. وقال السيد عبداللطيف السملالي العضو القيادي البارز في الاتحاد الدستوري، وزير الشباب السابق في مقابلة مع "الحياة" امس ان الانباء التي تتردد عن عدم كفاءة احزاب الوفاق لاحتلال منصب المعارضة المقبلة خاطئة، وتفتقد لأي سند موضوعي، "لأن من يروج لذلك يجهل تماماً العناصر التي يمكن ان تكون في المعارضة". وأوضح السملالي ان وضع المعارضة المقبلة سيكون افضل لأن عدداً من العناصر التي تشكلها سبق ان تولت مهمات حكومية، وعلى إطلاع بالملفات المطروحة، "وسيكون من السهل عليهم الدفاع عن المكاسب التي احرزوها لأنها تجسد الاتجاه السياسي الذي ندافع عنه". لكن المسؤول الحزبي اعتبر ان اتخاذ موقف المعارض للحكومة ليس بالضرورة قول لا لكل المواقف التي تعرضها الحكومة المقبلة، وإنما "سننهج الموضوعية في الحكم على الأداء الحكومي بمساندته في حال الصواب ومعارضته اذا كان يتعارض مع توجهنا السياسي". حكومة اليوسفي وتوقع السملالي ان تستمر الحكومة الجديدة بقيادة رئيس الوزراء السيد عبدالرحمن اليوسفي في العمل وفق مسار الاصلاحات التي كانت بدأتها الحكومة السابقة، خصوصاً في ما يتعلق بالاتجاه لتعزيز الخيار الليبرالي بموازاة الحفاظ على دور الدولة في القطاعات الاستراتيجية. وأشار الى ان الحكومة السابقة تعاملت مع ملف التخصيص الذي كان مثار جدل حسمه العاهل المغربي الحسن الثاني في وقت سابق. ورأى ان الضغوط المالية والسياسية المطروحة على المغرب تجعل من الصعب ان تحل الحكومة المقبلة كل المشاكل المطروحة. من جهة اخرى، اعلن السملالي عن عقد مؤتمر الاتحاد الدستوري في غضون الأسابيع المقبلة، وقال ان قيادة الحزب بصدد اعداد الترتيبات لذلك. يذكر ان مؤتمر الحزب لم ينعقد منذ وفاة زعيمه الراحل المعطي بوعبيد قبل اكثر من عام. الجزائر والاتحاد المغاربي وأكد السملالي ان علاقة المغرب مع الجزائر والخلافات التي تطفو على السطح بين فترة وأخرى ليست مرتبطة في غالبيتها بمشكلة الصحراء الغربية، وقال ان "موقف الجزائر من المغرب تقف وراءه خلفيات اخرى". وأضاف ان ما تقوم به الجزائر ليس جديد، في اشارة الى التصريحات الاخيرة لوزير الخارجية احمد عطاف وقوله: ان الجزائر مجرد طرف مراقب في خطة التسوية السلمية لنزاع الصحراء. وطالب السملالي بالتزام "حذر بالغ ازاء مواقف الجزائر تجاه هذه القضية"، وسئل عن وضع الاتحاد المغاربي فأجاب، انه يجب البحث عن الطرف المستفيد من تجميد مؤسسات الاتحاد المغاربي. وأضاف ان المغرب التزم مسؤولياته في هذا الشأن وعمل كثيراً من اجل تثبت البناء المغاربي خياراً استراتيجياً. وقال "لن يقوم اتحاد البلدان المغاربية في حال استمرار سياسات تخدش في سيادة احد من هذه البلدان".