هل هناك "حرب أهلية" بين منظمي المهرجانات الفنية في لبنان؟ وهل تكون "متاريس" تلك الحرب الناشبة وراء الكواليس مجرّد مكاتب وفاكسات وبريد الكتروني مدعومة بالكثير من المال والرغبة المعروفة لدى اللبنانيين في الظهور والتمظهر؟ أصداء "القصف" تتردد يومياً عبر شبكات الخليوي وفي المجالس والجلسات، ولحسن حظ الجمهور انه لا يتعرّض للشظايا التي لا تخلو من امكانات الجرح أحياناً. أما أبطال هذه "الحرب" فهم منظمو المهرجانات وشركات التلفزيون وعدد قليل من رجال الأعمال ذوي الخبرات المتفاوتة في مجال استقدام الفنانين العالميين وإقامة الحفلات لهم. ولعلّ المعركة الراهنة تدور بلا هوادة على محور بافاروتي الذي بات شبه مؤكد أنه سيغني أخيراً في لبنان، بعد عامين من المفاوضات المتقطعة مع أكثر من جهة. إلا أن بعض التفاصيل التقنية لا تزال غير واضحة، علماً بأن فريقاً تقنياً من قبل بافاروتي جاء الى بيروت أخيراً واستطلع الفضاءات المتوفرة وعلى رأسها المدينة الرياضية، وميدان السباق، ومسرح فوروم. غير ان الفضاء الأخير لن يكون مناسباً بسبب محدودية مقاعده، فالمطلوب ما لا يقل عن عشرين ألف متفرّج من المفترض ان يؤموا الأمسية آتين من لبنان وسورية والأردن وقبرص وربما من دول عربية أخرى. بينما لا تتسع قاعة الفوروم لأكثر من ثمانية آلاف. ولذا من المرجح ان يقع الاختيار الأخير على واحد من الفضائين: المدينة الرياضية او ميدان السباق. وعلمت "الحياة" ان أجر بافاروتي للغناء في بيروت سوف يفوق المليون دولار، وتستقدمه شركتا إعلام وإعلان كبيرتان هما V-Productions وWE Group كما يرجح ان تحظى قناة ال.بي.سي. بالتغطية التلفزيونية وليس ام.تي.في. كما كان متوقعاً. وعلى رغم التوافق والحدّ الأدنى من التفاهم بين مهرجاني بعلبك وبيت الدين لوجود اشخاص مشتركين يعملون في المهرجانين، علمت "الحياة" ان المطربة الكبيرة فيروز واقعة بين قرارين الأول يدعمه ابنها زياد ويدعوها الى الغناء في بيت الدين، والثاني مرتبط بضرورة عودة "الشمعة" الى أدراج الهياكل خصوصاً بعد الوقيعة المؤسفة بين اللجنة وسفيرتنا الى النجوم، العام الفائت. إلا أن نجاح بيت الدين في وضع إسم المغني الإيطالي الأعمى بوتشيللي على لائحة مدعويه للموسم المقبل، بعدما كان مرجحاً مجيئه الى بعلبك قد يفسح في المجال أمام حل توفيقي يؤدي الى عودة فيروز الى بعلبك.