يقدم المغني الإيطالي أندريا بوتشيلي مساء اليوم، بمرافقة السوبرانو الأردنية ديما بواب، حفلة في الساحة الرئيسية لمدينة جرش الأثرية الأردنية، بتنظيم من «جمعية أصدقاء مهرجانات الأردن». ويعد بوتشيلي، الذي وُلد في لاياتيكو بمقاطعة بيزا عام 1958، من أساطير غناء الأوبرا على مستوى العالم، واستطاع أن يتجاوز أحمال العتمة التي تنوء بثقلها على عينيه، إلى فضاءات من الجمال الأخاذ الذي يفجّره صوته المتميز رخامةً وأداءً. يشارك في الحفلة، إلى جانب بوتشيلي وبواب، كلٌّ من الموسيقار كارلو بيرنيني، والسوبرانو إليسا بالبو، وإيلاريا ديلا بيديا، وثنائي الغيتار كاريزما. بالإضافة إلى جوقة وفريق عمل ضخم من العازفين العالميين. ويأتي برنامج الحفلة في قسمين، خُصص الأول للأداء الكلاسيكي، حيث يؤدي بوتشلي الأرياس الأوبرالية. والثاني يقدم خلاله باقة من أغانية المعروفة. وكان بوتشيلي قد فقدَ بصره صغيراً عشية حصوله على أول جائزة له في عالم الموسيقى، بفوزه في مسابقة «مارغاريتا دي أورو» عن أغنية «أو سولي ميو»، بسبب حالة وراثية يضعف فيها البصر بمرور الوقت وتنتهي بالعمى. حصل على درجة الدكتوراه من جامعة بيزا ودرس الموسيقى على المايسترو لوتشانو بيتريني، وتفرغ لها كلياً بعدما عمل محامياً لمدة سنة. ولبراعته في الغناء، وقف عام 1992 إلى جانب كلٍّ من مغني الروك الإيطالي زوكيرو ولوتشانو بافاروتي، في أداء أغنية «ميسيريري». وفي 1996 أدى أغنية «معك سأحيا»، برفقة السوبرانو الإنكليزية ساره برايتمان، لكن باسم جديد هو «وقت الوداع»، وحققت هذه الأغنية مبيعات عالية وتصدّرت قائمة أفضل الأغاني في ألمانيا على مدار ستة أشهر. دخل بوتشيلي الأسواق الأميركية عام 1998، بعدما غنّى في مركز جي. إف. كيندي للفنون الحيّة، وفي العام التالي قدم حفلة في البيت الأبيض. وفي العام الذي تلاه أدى أول أوبرا تُنقل عبر الإنترنت على الهواء مباشرة من دار الأوبرا في ديترويت مع دينسي غرافز. سجّل هذا الكاتب والمنتج الموسيقي والمغني الأوبرالي والكلاسيكي 15 ألبوماً منفرداً من الموسيقى الكلاسيكية والمعاصرة، و3 ألبومات لأغانيه المفضّلة، و9 ألبومات أوبرا كاملة، بيع منها أكثر من 80 مليون نسخة في أنحاء العالم. وعن مشاركتها في الحفلة تقول ديما بواب ل «الحياة»: «شرفٌ كبير لي أن أشارك في الأداء، فهذا سيدفعني إلى أمام وسيحفزني على مواصلة مسيرتي الغنائية». وتضيف: «أتشوق إلى هذه اللحظة، لحظة الوقوف إلى جانب بوتشيلي الذي أحدث تطوراً في مسار الغناء والموسيقى الأوبرالية». وعن قلّة عدد المهتمين بالموسيقى والغناء الأوبرالي في العالم العربي، رأت بواب أن هذ الظاهرة ليست محصورة في بلادنا، «فحتى في أوروبا يحدث ذلك، ويكاد الحضور يقتصر على النخبة»، رابطةً بين هذا الأمر وارتفاع أسعار التذاكر للحفلات الأوبرالية، بالنظر إلى ارتفاع كلفة الإعداد لهذه الحفلات. ولفتت إلى أن بوتشيلي يتميز عن بقية الأصوات الأوبرالية بكونه «يردم الهوة بين النخبة وعامة الشعب، عبر تقديمه أقساماً من الأوبرا بطريقة البوب القريبة من المزاج الشعبي للناس». وكشفت، من جهة أخرى، أن مديرَ أعمالها في فرنسا وإنكلترا رتّبا لها برنامجاً للحفلات في السويدوفرنسا والقدس ورام الله وأمستردام. وعن مدى شعورها بالرضا عما حققته في عالم الأوبرا، توضح: «أنا راضية عن نفسي وأرنو إلى التقدم». وكانت بواب بدأت تعلم العزف على البيانو في الرابعة من عمرها، ثم التحقت بدروس الغناء في المعهد الوطني للموسيقى بين عامي 1993 و2000 حيث اتجهت تدريجاً إلى الغناء ومثلت الأردن في مهرجان الأغنية الدولي الرابع في القاهرة (1998). وفي آذار (مارس) 2000 حازت الجائزة الأولى في الغناء في المهرجان الموسيقي للشباب في البحرين. وهي عضو في جوقة مونتيفيردي التي أسسها المؤلف الإيطالي كلاوديو مونتيفيردي، واضع قواعد فن الأوبرا في إيطاليا.