فرديناند بورشي، مؤسس شركة السيارات الرياضية التي تحمل اسمه، توفي في النمسا أمس الجمعة عن عمر يناهز 88 عاماً. وأعلن مكتب الشركة في سولزبورغ النمسا، ان بورشي الذي ولد في فيينا عام 1909، توفي محاطاً بعائلته في منزله الصيفي في منتجع زيل ام سي. وكان فرديناند بورشي ساعد والده في تطوير سيارة "فولكسفاغن بيتل" قبل الحرب العالمية الثانية، ثم أسس لاحقاً شركة السيارات الرياضية التي تحمل اسمه. ومعلوم ان ولع بورشي الابن بالسيارات بدأ منذ صغره في فيينا، حيث بدأ قيادة سيارته الصغيرة الخاصة به في سن العاشرة. وقال بورشي في إحدى المناسبات أمام أصدقائه: "جئت إلى هذا العالم في الوقت الذي ولدت السيارة". ثم انتقلت عائلته إلى شتوتغارت - المانيا، حيث أصبح والده، فرديناند، عضواً في مجلس إدارة "ديملر موتور" ومديراً تقنياً فيها. وأسس الوالد عام 1931 مشغله الخاص بالسيارات، وأصبح نجله، المعروف باسم "فيري"، ساعده الأيمن، وساعده في تطوير ال "فولكسفاغن" أو "سيارة الشعب". وخرج أول نموذج من هذه السيارة من كاراج العائلة عام 1936. وبعد عامين تم وضع حجر الأساس لأول مصنع "فولكسفاغن" أمام العيون المبهورة للديكتاتور النازي ادولف هتلر. وخلال الحرب، توقف انتاج السيارات في المانيا لتحويل المصانع إلى الانتاج الحربي. غير أن قلب بورشي الابن ظل متعلقاً بسيارات السباق والسيارات الرياضية. وبعد عام من انتهاء الحرب، بدأ في غموند النمسا يصنع بيديه أول سيارة ستحمل اسم "بورشي". ولاقت "بورشي 356"، التي ارتكز صنعها في البداية على قطع غيار "فولكسفاغن" نجاحاً سريعاً، ليتم بعد فترة بناء وحدة للانتاج بالجملة في شتوتغارت، حيث لا يزال مقر الشركة حتى اليوم. ولا يخفى على أحد ان "بورشي" اليوم هي المثال الأكثر تعبيراً عن السيارات الرياضية ورمز فاخر لهندسة السيارات الألمانية. وبين 1948 و1963 تم بيع نحو 80 ألف سيارة من موديل "بورشي 356"، وفي 1963 حل موديل "بورشي 911" الناجح جداً محل ال "356" وتبعته موديلات أخرى. وأصبح بورشي الابن رئيساً لمجلس الإدارة عام 1972 عندما تحولت الشركة إلى شركة عامة. وعلى رغم ان اسم بورشي اقترن بالسيارات السريعة، إلا أنه وأفراد عائلته يعيشون حياة متواضعة. وكان بورشي تزوج دوروثي ريتز عام 1935 التي بقي معها حتى وفاتها عام 1985. ولديه أربعة أولاد. وقالت الشركة أمس إنه ستجرى لبورشي مراسم دفن رسمية في شتوتغارت، لكن لم يحدد موعدها بعد.