بدأ موفد الأمين العام للأمم المتحدة الى الصحراء الغربية تشارلز دنبر زيارة للمغرب امس يجري خلالها محادثات مع المسؤولين المعنيين بملف الصحراء. وتأتي الزيارة في ختام جولة بدأها دنبر الأسبوع الماضي من جنيف حيث التقى مسؤولين في المفوضية العليا للاجئين. وركزت اتصالات دنبر على ترتيبات ترحيل اللاجئين في مخيمات تيندوف الى مناطقهم الأصلية في الصحراء الغربية. وعقد دنبر لقاءات مع مسؤولين في نيويورك تناولت تطورات قضية الصحراء في ضوء المشاكل التي تعرقل اعمال تحديد الهوية، والمعلومات عن لقاء جديد محتمل بين المغرب وجبهة "بوليساريو" الشهر المقبل. وأكدت مصادر صحراوية ان ما تردد عن احتمال عقد اللقاء في نيسان ابريل المقبل في ولاية هيوستن الاميركية أثار ردود فعل سلبية داخل القيادة العسكرية لجبهة "بوليساريو" في تيندوف جنوب غربي الجزائر. وأوضح منشقون عن الجبهة عادوا اخيراً الى المغرب ان التصريح الذي أدلى به ممثل الجبهة لدى بعثة الأممالمتحدة المكلفة الاشراف على الاستفتاء في الصحراء الغربية السيد محمد خداد في شأن الاجتماع المحتمل في هيوستن اثار تخوفاً من احتمال اعادة النظر في مقتضيات اتفاق هيوستن الذي تم التوصل اليه برعاية الوسيط الدولي جيمس بيكر. وأضافت المصادر ان عناصر "بوليساريو" المدنية والعسكرية تنتظر لقاء "هيوستن الثاني" بكثير من الحذر وتتخوف من ادخال تعديلات على الاتفاق تمس المعايير المتفق عليها في عملية تحديد هوية الاشخاص المتحدرين من اصول صحراوية. وينص اتفاق هيوستن الذي وقع الصيف الماضي على تحديد هوية هؤلاء الاشخاص خلال فترة لا تتعدى أيار مايو المقبل، للإفساح في المجال امام اعادة توطين اللاجئين وخفض قوات المغرب والجبهة تمهيداً لاجراء استفتاء على تقرير المصير في السابع من كانون الأول ديسمبر المقبل. وكان الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان اعلن بداية آذار مارس الجاري انه لا يستبعد عقد لقاء جديد في هيوستن بين المغرب والجبهة للبحث في تطورات ملف الصحراء والمشاكل التي تعترض تحديد الهوية. وكانت خلافات في شأن الحق في تسجيل اعداد كبيرة من الصحراويين في لوائح الاستفتاء أدت الى توقف اعمال تحديد الهوية نهاية شباط فبراير، مما حال دون تنفيذ البرنامج المتفق عليه في المهلة المحددة. وتباشر بعثة الأممالمتحدة في الصحراء حالياً تحديد هوية طالبي التسجيل الذي لا نزاع في شأنهم. وقررت البعثة تأجيل النظر في فتح مكتبين في قلعة السراغنة وسيدي قاسم وسط المغرب الى حين الانتهاء من تسجيل الصحراويين في مكاتب الصحراء. وتجاوز عدد المسجلين في قوائم الاقتراع مئة الف شخص الامر الذي اعتبرته مصادر مطلعة "مؤشراً ايجابياً".