لم يستبعد الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان لقاء ثانياً بين المغرب وجبهة بوليساريو في ولاية هيوستن في الولاياتالمتحدة للبحث في آخر تطورات ملف الصحراء الغربية والمشاكل التي تعترض اعمال تحديد هوية المتحدرين من اصول صحراوية. ورجح انان ان يقوم مبعوثه الخاص الى الصحراء الغربية جيمس بيكر بتوجيه الدعوة الى كل من المغرب وبوليساريو للالتقاء مجدداً في هيوستن. وكان ممثل بوليساريو لدى بعثة الأممالمتحدة المكلفة الاشراف على الاستفتاء في الصحراء الغربية محمد خداد ذكر الثلثاء الماضي في باريس ان جيمس بيكر يعتزم جمع الطرفين في هيوستن الشهر المقبل للبحث في الخلافات القائمة. وكانت عملية تحديد الهوية توقفت في نهاية شباط فبراير الماضي بعد تعذر حل الخلافات التي اندلعت بسبب عدم قبول شيوخ بوليساريو الاعتراف بأحقية اعداد كبيرة من الصحراويين للتسجيل في القوائم. وقررت بعثة "المينورسو" مباشرة اعمال تحديد الهوية فوراً لطالبي التسجيل غير المتنازع في شأنهم في محاولة لتفادي اندلاع اضطرابات جديدة يمكن ان ترافق الرفض الذي يطاول هؤلاء الصحراويين. وحالت خلافات ترتبط بسير العملية، اثر الاحتجاجات التي اندلعت الشهر الماضي، دون احترام المواعيد المحددة في السابق لتحديد هويات طالبي التسجيل، اذ لم يتم تحديد هوية 1500 صحراوي فقط من اصل أربعة آلاف كانت مقررة في الأصل. وتوقعت المصادر ان يعطي لقاء هيوستن بين المغرب وبوليساريو دفعاً جديداً لخطة السلام في الصحراء الغربية ضمن الجهود المبذولة لاجراء الاستفتاء في موعده المقرر في السابع من كانون الأول ديسمبر المقبل للافساح في المجال امام المراحل التالية التي تضمنها اتفاق هيوستن برعاية جيمس بيكر، والتي تتعلق باعادة توطين اللاجئين ونشر القوات الدولية. وفي هذا السياق، دعا أنان الى رصد اعتمادات اضافية لبعثة "المينورسو" أربعة ملايين دولار تخصص للجهود المتعلقة بإزالة الالغام. وكان مجلس الأمن صادق اخيراً على انتشار "المينورسو" والوحدة الهندسية التي ستكلف ازالة الألغام، اضافة الى موظفين مدنيين اضافيين لدعم انتشار الموظفين العسكريين. وتغطي الاعتمادات الاضافية التي طالب بها الأمين العام نشاطات البعثة الى نهاية حزيران يونيو المقبل، وهو ما يؤشر الى احتمال تمديد مجلس الأمن الدولي لمهمة "المينورسو" التي تنتهي في العشرين من نيسان ابريل المقبل. ومن جهة اخرى يعد روبن كينلوك، رئيس لجنة تحديد الهوية التابعة للأمم المتحدة، لاصدار بيان يحدد صلاحيات مكاتب جديدة تعتزم بعثة "المينورسو" فتحها في الثالث والعشرين من الشهر الحالي شمال المغرب. ويركز البيان على طريقة العمل التي ستعتمدها البعثة لتسجيل المتحدرين من أصول صحراوية في مكتبين في مدينتي قلعة السراغنة، ومكتب واحد في سيدي قاسم حيث يعيش اكثر من عشرة آلاف صحراوي. ويحسم هذا البيان الجدل القائم حول الاحتمالات المطروحة امام الصحراويين الذين نزحوا الى شمال المغرب ابان الاحتلال الاسباني، والتي تتأرجح بين تسجيلهم في القوائم ثم البدء في تحديد هويتهم في المكان نفسه او انتقالهم الى مكاتب الصحراء الغربية بغرض تحديد الهوية هناك.