نفى مسؤولون في البيت الأبيض ان يكون الرئيس بيل كلينتون وجه رسالة تهنئة الى الرئيس الايراني سيد محمد خاتمي بمناسبة السنة الايرانية الجديدة. وأكدوا لپ"الحياة" ان الرسالة كانت موجهة الى الاميركيين من اصل ايراني. وكان الاعلام الرسمي في طهران اعتبرها اول تهنئة من نوعها من رئيس اميركي لايران منذ الثورة في 1979، وبادرة انفتاح على طهران. وتبين ان رسالة كلينتون جاءت استجابة لطلب السناتور روبرت توريشيللي ووزعها مكتبه، ولم تمر عبر القنوات المعتادة للبيت الأبيض، على رغم انها تحمل توقيع كلينتون. ونفى مسؤولون في وزارة الخارجية الاميركية اي علاقة لهم باعداد الرسالة او توزيعها. وفيما طلب منهم الاكتفاء بتأكيد التهنئة للأميركيين من اصل ايراني، اوضحوا انهم غير مخولين توفيرها للصحافة. وبعد استفسارات حصلت "الحياة" على نسخة عن التهنئة ارسلت عبر "الفاكس" من مكتب توريشيللي. وتتضمن الرسالة ما يكفي لجعل الايرانيين يعتقدون ان الجهة التي تتوجه اليها هي ايران في شكل عام. اذ تبدأ بتوجيه "تهان حارة الى جميع الذين يحتفلون بالسنة الايرانية الجديدة". وتشير الى "الثقافة الايرانية - الاميركية الغنية النابضة بالحياة". ويعبر كلينتون في نهايتها عن الأمل بأن "يأتي قريباً اليوم الذي يمكن فيه الولاياتالمتحدة ان تتمتع مرة اخرى بعلاقات جيدة مع ايران". وصرح مسؤول في البيت الأبيض الى "الحياة" بأن "توريشيللي طلب رسالة تهنئة بالسنة الايرانية كوسيلة للاعتراف بما قدمه الاميركيون من اصل ايراني لمجتمعنا". وأضاف: "نأمل بأن يأتي اليوم الذي تقوم فيه علاقات جيدة بين الولاياتالمتحدة وإيران، لكن هذه رسالة الى الاميركيين من اصل ايراني وليس الى ايران، وبهذا البعد هي رسالة الى الشعب الايراني، ولا بأس اذا لمس الايرانيون اعتراف الرئيس بأهمية المساهمة التي يقدمونها لمجتمعنا". وكرر ان الرسالة لم تكن موجهة الى الحكومة الايرانية. ورداً على سؤال عن الغموض والاضطراب اللذين تميزت بهما الرسالة وطريقة اعدادها وتوزيعها، قال مسؤول في وزارة الخارجية ان دور توريشيللي ربما كان نوعاً من المحاباة لبعض كبار ممولي حملته الانتخابية "ولا بد ان هناك مؤيدين ايرانيين لتوريشيللي ذوي نفوذ في نيو جيرسي". وأشار الى ان السناتور عبّر في رسالة الى كلينتون عن أمله بأن يسمح ذلك بپ"بدء اعادة بناء العلاقات الوثيقة التي كانت لنا مع ايران". ولفت المسؤول الى ان "المثير للاهتمام ان الرسالة لم ترسل الى طهران، في شكل رسمي، لكن احد الاميركيين من اصل ايراني ارسلها بالفاكس الى طهران، ثم قررت وكالة الانباء الايرانية الرسمية ان تعلّق عليها". وشكك في الرأي القائل أن كلينتون استخدم توريشيللي ليوجه رسالة ايجابية الى ايران في شكل غير مباشر، من دون ان يجازف بمواجهة رد فعل سلبي من اوساط في واشنطن تعارض تحسين العلاقات بين البلدين. وزاد ان "التهنئة بالعيد كانت اكثر حرارة" من الرسالة الاخيرة، لكنها قد تعني "استخدام توريشيللي لإضعاف الذين يريدون ان نفرض عقوبات" على الشركات التي تستثمر في مجالي النفط والغاز في ايران وليبيا بموجب قانون داماتو الاميركي.