رأت طهران أمس في "إقرار" واشنطن بأنها "مسؤولة" عن "جانب" من الاختلاف القائم بين الجمهورية الإسلامية الإيرانيةوالولاياتالمتحدة الأميركية بأنه "عنصر جديد يستحق أن يُدرس". وأكدت أنها "جادة" في حوار "صادق" مع "الشعب" الأميركي. لكنها شددت على أنها لن تفرط في "استقلالها" ولن تتراجع عن مواقفها "المبدئية" تحت الضغوط الخارجية. وانتقدت استمرار "بعض" المسؤولين في واشنطن في اتخاذ مواقف "انفعالية ومكررة"، وجزمت بأن "حاجز انعدام الثقة" لدى الإيرانيين سيبقى طالما "لم تغير" الحكومة الأميركية "سلوكها" حيال إيران، وتقلع عن "اتهاماتها الاعتباطية". وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الدكتور محمود محمدي تعليقاً على تصريحات مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي صموئيل بيرغر التي أعلن فيها "رغبة واشنطن في تحسين علاقاتها" مع طهران: "طالما لم تغير الحكومة الأميركية تصرفاتها تجاه الجمهورية الإسلامية ولم تقلع عن تكرار اتهاماتها المتواصلة لنا، فإن حاجز انعدام الثقة السميك سيبقى، وهو ما يثبت ان أميركا ليست مستعدة كما ينبغي لفهم حقائق إيران وواقعها وادراكها". وأضاف ان "إقرار الحكومة الأميركية على الأقل وقبولها أنها تتحمل مسؤولية جزء من الاختلافات القائمة بين الطرفين يعتبر عنصراً جديداً يستحق أن يُدرس"، من دون ان يوضح كيف أقر بيرغر بذلك، اللهم إشارة المسؤول الأميركي إلى ان إدارة الرئيس الأميركي مستعدة للبحث في وضع الأرصدة الإيرانية المجمدة منذ أزمة الرهائن "ما دامت القضايا التي تود الولاياتالمتحدة طرحها موجودة على طاولة المفاوضات أيضاً"، مع التشديد في الوقت نفسه على ان إدارة كلينتون لم تلمس "تغيراً ملموساً" في ما يتعلق "بدعم إيران للجماعات التي ترتكب أعمال عنف ضد إسرائيل والغرب منذ انتخاب الرئيس خاتمي"، وأشار بيرغر إلى أن "معوقات" العلاقة الجديدة الأفضل مع إيران تكمن في "دعم إيران للارهاب ومحاولتها الحصول على أسلحة للدمار الشامل ومعارضتها العنيفة لعملية السلام في الشرق الأوسط". وأثار هذا الكلام حفيظة الحكومة الإيرانية، إذ أشاد محمدي ب "نجاح" خاتمي "في اعلان مواقفنا السليمة ومحافظاً على عزة الجمهورية الإسلامية وقوتها وشموخها". وأكد أن الشعب الإيراني "ليس مستعداً لبيع استقلاله بأي ثمن كان أو للتراجع عن مواقفه المبدئية تحت الضغوط الخارجية، لكن شعبنا يحترم في الوقت نفسه بقية الشعوب والثقافات والحضارات، وهو مستعد لحوار صادق وعميق معها"، في إشارة تؤكد ان خاتمي مصمم على خيار الانفراج الثقافي وتشجيع التبادل الاعلامي والاكاديمي والسياحي، بما سيساهم في "كسر حاجز انعدام الثقة"، وذلك رغم استمرار قوى متشددة في الداخل في اعلان مواقف منتقدة لمبادرة خاتمي وبعض ما تطرق إليه في حواره التلفزيوني مع شبكة "سي. ان. ان". الى ذلك أ ف ب، أشادت موسكو امس بالدعوة التي وجهها الرئيس الايراني سيد محمد خاتمي الى حوار مع الشعب الاميركي. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية فاليري نيستيروشكين في تصريح نقلته وكالة "انترفاكس" ان "روسيا ترى في التصريحات الاخيرة للرئيس الايراني عبر شبكة سي. ان. ان تأكيداً على ان طهران تسعى الى الاندماج في نظام العلاقات الدولية". وتابع ان موسكو تأمل بعلاقات طبيعية بين طهرانوواشنطن لما لذلك من "تأثير ايجابي في الوضع في الشرق الأوسط". وأشاد بنفي خاتمي سعي بلاده الى امتلاك اسلحة نووية، وبتنديده بالارهاب. وأعلن ناطق باسم وزارة الخارجية البريطانية امس ان وزير الخارجية روبن كوك سيدعو الولاياتالمتحدة الى اتخاذ موقف "اكثر مرونة" من طهران. وقال ان بلاده التي ترأس الاتحاد الأوروبي، ستطلب من الولاياتالمتحدة التراجع عن قانون يفرض عقوبات على الشركات التي تستثمر في ايران وليبيا، مشدداً في المقابل على ان ذلك لا يعني تراجع لندن عن دعم العقوبات على طرابلس بسبب قضية لوكربي. وقال الناطق لپ"الحياة" ان كوك سيناقش مع وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت غداً موضوع قانون "داماتو" الذي تفرض واشنطن بموجبه عقوبات على الشركات التي تقوم باستثمارات في ايران وليبيا. وأضاف ان ذلك لا يمثل تغييراً في الموقف البريطاني، اذ ان بريطانيا عارضت منذ البدء، مثل غيرها من الدول الأوروبية، العقوبات الاميركية. وأضاف ان كوك سيطلب من المسؤولين الاميركيين ان يظهروا "ليونة" ازاء ايران. وسئل عما يقصده بپ"الليونة" فأجاب ان لندن تود ان "تراجع" واشنطن قانون العقوبات على طهران مثلاً، وأن تجري مفاوضات مع الاتحاد الأوروبي في هذا الشأن. ولفت الى ان اتصالات تجري بين الطرفين في هذا الشأن.