الفاتيكان - أ ف ب - نفى الأب اليسوعي الفرنسي بيار بليه، المؤرخ الوحيد الذي أطلع على ارشيف الفاتيكان السري ولا يزال على قيد الحياة، بشكل قاطع أمس الخميس، وجود مراسلات بين البابا بيوس الثاني عشر وهتلر. ففي مقالة نشرتها مجلة اليسوعيين الايطاليين "سيفيلتا كاتوليكا" وصف مؤرخ الفاتيكان "الصمت المنسوب" إلى بيوس الثاني عشر حيال اضطهاد اليهود خلال الحرب العالمية الثانية بأنه "اسطورة ملفقة بمهارة وخيال واسع". وأكد الاب بليه ان كل الوثائق العائدة الى هذه الحقبة نشرت باستثناء تلك المتعلقة بأشخاص لا يزالون على قيد الحياة. وأوضح ان هذه الوثائق "تظهر جهود البابا بيوس الثاني عشر المتواصلة والدؤوبة لمعارضة عمليات الابعاد الى معسكرات الاعتقال" النازية. وتابع الاب بليه ان "الصمت الظاهر كان يخفي عملاً سرياً بواسطة السفارات البابوية والاسقفيات لتجنب أو على الاقل تخفيف عمليات الإبعاد الى معسكرات الاعتقال واعمال العنف والاضطهاد". وأوضح ان "أسباب هذا التكتم أشار اليها البابا شخصياً بوضوح في خطابات مختلفة وفي رسائله الى الاسقفيات الالمانية ووثائق وزارة خارجية الفاتيكان". وتابع يقول "التصريحات العلنية ما كانت لتفيد في شيء بل كانت ستزيد من خطورة وضع الضحايا ومضاعفة عددهم". وقال إن الوثائق "تظهر بوضوح جهود بيوس الثاني عشر لتجنب وقوع الحرب ولاقناع المانيا بعدم اجتياح بولندا واقناع ايطاليا بزعامة موسوليني بالابتعاد عن هتلر". ونفى، من جهة أخرى، ان يكون الفاتيكان أخفى ذهباً سلبه النازيون من اليهود. وكان الأب بليه عمل بطلب من البابا بولس السادس منذ العام 1964، لمدة 15 عاماً مع المؤرخين اليسوعيين الايطالي انجيلو مارتيني والالماني بروخارت شنيدر والاميركي روبرت غراهام في صياغة "الافعال" وتمكن من خلال ذلك من الاطلاع على ارشيف الفاتيكان السري الذي لا يسمح بعد للمؤرخين بالاطلاع عليه.