عنفت الاشتباكات امس الاحد في اقليم كوسوفو، بين القوات الصربية ومقاتلين من الاقلية الالبانية التي تشكل غالبية السكان في الاقليم الالباني. وامتدت الاشتباكات الى جبهة واسعة جنوب غربي العاصمة الاقليمية بريشتينا واشارت المعلومات الى سقوط اكثر من خمسين شخصاً بين قتيل وجريح في صفوف الطرفين. واندلعت المواجهة بين دورية عسكرية صربية ووحدة من جيش تحرير كوسوفو السري التقيتا في احدى الطرق في منطقة غلوغوفاتس. واتسعت الاشتباكات بسرعة عندما استدعى الطرفان تعزيزات الى المنطقة. واستخدم الالبان الاسلحة الرشاشة والقنابل اليدوية وقذائف الصوارخ ورد الصرب بمدفعية الدبابات وصواريخ الهليكوبترات. ونقلت تقارير اعلامية عن مصادر المستشفيات في بلغراد وبريشتينا، ان ما لا يقل عن 15 البانيا قتلوا وأصيب 27 آخرون بجروح. وأسرت القوات الصربية عدداً من المقاتلين الالبان واعتقلت العشرات من السكان بتهم مساعدة من "الارهابيين الانفصاليين". وفي صفوف الصرب قتل خمسة من العسكريين وأصيب عدد آخر بجروح بينهم اربعة على الاقل في حال خطيرة. ولم يشر بيان اصدرته وزارة الداخلية الصربية امس الى عدد الضحايا لكنه ذكر "ان عدداً كبيراً من الالبان قتلوا وشوهد الارهابيون وهم يخلون قتلاهم وجرحاهم". وأشار البيان الى اشتباك استمر اكثر من ساعة في مدينة سربتسا شمال غربي بريشتينا حيث تعرضت احدى الابنية الثلاث المخصصة لسكن اللاجئين الصرب من كرايينا، الى هجوم بالاسلحة الرشاشة والقنابل اليدوية. وأفاد المركز الاعلامي الالباني في بريشتينا ان "الاشتباكات تواصلت بضراوة امس في مناطق من كوسوفو". وأعلنت لجنة كوسوفو لحقوق الانسان ان قوات عسكرية صربية كبيرة معززة بالعربات المصفحة والهليكوبترات "قصفت قرى عدة في بلدية غلوغوفاتس ما اسفر عن خسائر في الارواح والممتلكات". وتشكل هذه الاشتباكات تصعيداً خطيراً مفاجئاً لأعمال العنف في كوسوفو خصوصاً انها جاءت بعد اقل من اسبوع على زيارة المبعوث الاميركي الخاص الى منطقة البلقان روبرت غيلبارد لكل من بلغراد وبريشتينا والتفاؤل الذي ابداه بتوفر فرص نجاح الوساطة الاميركية.