أكد وزير الخارجية العراقي السيد محمد سعيد الصحاف أن جهوداً تبذل لتشكيل فريق خاص يرأسه الديبلوماسي السري لانكي جاناثا دانا بالا لتفتيش المواقع الرئاسية في العراق. وشدد على أن الحكومة العراقية "ستتعاون في شكل تام مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان والفريق لاظهار الحقائق". وقال ان بلاده ترفض ان تكون اي مصالحة مع دول المنطقة مرتبطة بشروط، مجدداً اهتمام العراق ب "إحياء التضامن العربي". وتابع الصحاف في مؤتمر صحافي عقده أمس في الدوحة حيث شارك في جلسات اليوم الأخير لمؤتمر وزراء خارجية الدول الإسلامية الذي اختتم ليل الثلثاء، إن العراق يعمل لاستئناف العلاقات الديبلوماسية مع سورية قريباً، وستبقى علاقاته "متينة" مع الأردن. ووصف سياسة "الاحتواء المزدوج" الأميركية بأنها "فاشلة"، مجدداً استعداد بغداد لتطبيع علاقاتها العربية. وأكد حرص العراق على تنفيذ مذكرة التفاهم الموقعة مع أنان في شأن تفتيش المواقع الرئاسية، وقال: "نطالب الأطراف الأخرى بالتزام الاتفاق". ولفت إلى أن "روسيا والصين وفرنسا وآخرين يطالبون الآن بالانصاف في تشكيل اللجنة الخاصة اونسكوم لإعطاء نصيحة لمجلس الأمن برفع الحصار". وأشار إلى أن بغداد لا تعتقد أن الخطر زال بعد الاتفاق مع أنان، لافتاً إلى "الحشود الأميركية التي تهدف إلى الهيمنة على المنطقة". وزاد ان الاتهامات الأميركية للعراق باخفاء أسلحة كيماوية وبيولوجية وأجهزة ومعدات لتصنيع هذه الأسلحة هي اتهامات "باطلة". وأضاف: "القول ان العراق لم ينفذ قرارات مجلس الأمن ذريعة وكذب. سنبقى حذرين وتبقى المنطقة معرضة للأخطار بسبب الحشد الأميركي. وينبغي أن تكون مطالبنا نحن أبناء المنطقة أن ترحل هذه القوات". واعتبر ان "الحصار سيرفع رضي الأميركيون أم لم يرضوا، ومجلس الأمن سيضطر لرفعه لأن العراق نفذ التزاماته". ووصف سياسة "الاحتواء المزدوج" الأميركية للعراق وإيران بأنها فاشلة. ودعا الكويت إلى "الكف عن الحاق الأذى بالعراق، كي نحسن الأجواء ثم تحل المشاكل بقرار سياسي وبقلب مفتوح". وكان يرد على سؤال هل العراق مستعد لتوقيع اتفاق عدم اعتداء مع الكويت. وسئل هل هناك مشروع عراقي لطمأنة الجيران، فأجاب: "نحن نحتاج لمشروع يطمئنا فالطائرات الأميركية والبريطانية تخترق أجواءنا". وسئل أيضاً عن مطالبة وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل العراق باعلان ندمه على غزوه الكويت عام 1990، فأجاب: "مستعدون للتعاون مع مَن لديه رغبة في أن يتمحص في ما حصل". وأكد استعداد العراق ل "الجلوس بعقل مفتوح لنعالج ما حصل من أجل حماية مصالحنا جميعاً كعرب". وانتقد تحميل العراق مسؤولية معاناة شعبه، ورأى أن لا علاقة ل "موضوع المفقودين" الكويتيين بشروط رفع الحظر الدولي عن العراق، مشدداً على أن الشروط تكمن في التخلص من أسلحة الدمار الشامل. وأكد وجود ملفات لحوالى 597 كويتياً مفقودين وبعض الملفات لمفقودين من جنسيات أخرى، قال إنهم 3 أو 4 أشخاص، بالإضافة إلى 724 عراقياً ضمن المفقودين، موضحاً أن "هذا الموضوع مسؤولية لجنة ثلاثية تتكون من اللجنة الدولية للصليب الأحمر والعراق ودول التحالف". وتابع: "نبحث عن أشخاص فقدنا اثرهم وهذا يتم بالتعاون وليس بالتشهير". وعن مطالبة البيان الختامي لمؤتمر وزراء خارجية الدول الإسلامية العراق بتطبيق قرارات الأممالمتحدة، قال الصحاف إن هذه المطالبة "قد تنطلق من حسن نية، ونقول لاشقائنا في الدول الإسلامية، عربية وغير عربية، ان مجرد مطالبة العراق بصيغة عامة قد يعطي انطباعاً خاطئاً ويوحي بأن العراق لم ينفذ كل الالتزامات الواردة في قرارات مجلس الأمن". وأعرب عن ارتياحه إلى "شبه اجماع" تبلور خلال المؤتمر الوزاري "لمصلحة اتفاق العراق وأنان"، وذكر ان "الغالبية في منظمة المؤتمر الإسلامي تعبر عن تعاطفها التام مع العراق ضد الحصار"، ونوه ب "مواقف الحكومات العربية التي دعت إلى الحل السلمي" أثناء الأزمة العراقية الأخيرة، مشيداً بجهود أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني خلال الأزمة، وزيارة وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني لبغداد، وجهود الرئيس حسني مبارك. ورداً على سؤال ل "الحياة" قال وزير الخارجية العراقي إن العلاقات بين بلاده وبين سورية تشهد خطوات متواضعة لكنها متواصلة، مشيراً إلى أنها بدأت باستئناف العلاقات الاقتصادية والتجارية، معرباً عن أمله بأن "تتوسع لتشمل مجالات تعاون أخرى، كأي علاقات طبيعية وجيدة بين قطرين شقيقين وجارين". وزاد: "نعمل من أجل عودة العلاقات الديبلوماسية قريباً ولنا فهم مشترك لإعادة العلاقات السياسية بين البلدين". وعن العلاقات بين العراق وبين الأردن، قال الصحاف إن "هناك التباسات كثيرة"، لكنه وصف الروابط بين البلدين بأنها "متينة"، منوهاً بوجود "تشابك كبير في العلاقات الاقتصادية يشكل درعاً وحصناً مشتركاً لإدامة العلاقات وتمتينها في مواجهة أي خلاف. هذه العلاقات ستبقى متينة وستتطور".