واشنطن - رويترز - تكتسب رحلة الرئيس بيل كلينتون الى افريقيا في الأسبوع المقبل اهمية خاصة بالنسبة الى ملايين السود الأميركيين الذين ينظرون الى القارة كموطن للجدود. ويقول زعماء أميركيون من أصل أفريقي ان الرحلة تثير الاهتمام بالجذور التاريخية للأميركيين السود بالتركيز على تراث مؤلم ينسب الى الرقيق، وتسلط الأضواء على فرص جديدة لتوسيع نطاق العلاقات التجارية والثقافية بين الافارقة وأبناء عمومتهم في أميركا. قال جون لويس عضو مجلس النواب الأميركي، الديموقراطي عن جورجيا وأحد المدافعين القدماء عن حقوق السود: "اعتقد ان الرحلة ستطمئن الأفارقة الأميركيين الى انه لا بأس من اقترابكم من افريقيا موطن أسلافكم. واعتقد ان الأميركيين الأفارقة سيشعرون باعتزاز كبير لقيام رئيس الولاياتالمتحدة بزيارة افريقيا". ويبدأ كلينتون جولته الأفريقية الأحد ويزور خلالها ست دول في ما وصفته واشنطن بأنه أكثر الزيارات طموحاً يقوم بها رئيس الى القارة اثناء ولايته. في 1978 زار الرئيس السابق جيمي كارتر نيجيريا وليبيريا، فيما قام الرئيس جورج بوش بزيارة قصيرة الى الصومال في نهاية 1992 وبداية 1993 لتفقد القوات الأميركية المرابطة هناك. وتستمر جولة كلينتون الأفريقية 11 يوماً يزور خلالها السنغال وغانا وأوغندا ورواندا وبتسوانا وجنوب افريقيا ويعود الى واشنطن في الثاني من نيسان ابريل. وسيتوغل كلينتون في القاهرة ليزور قراها النائية ومناطق رحلات السفاري. كما يزور البرلمانات والسجن الذي أمضى فيه رئيس جنوب افريقيا نيلسون مانديلا 18 عاماً. وربما يكون أكثر جزء من الجولة اثارة للعواطف زيارة كلينتون لجزيرة جوري بالسنغال حيث تم شحن نحو مليوني عبد أفريقي الى المستعمرات الأميركية بين 1680 و1786. وقال ايرف راندولف مدير تحرير النشرة الاخبارية "فيلادلفيا تريبيون" وغالبية قرائها من السود: "أرى في الجولة مصالحة واعترافاً بما حدث في عهد الرقيق. ستسلط الأضواء على احدى أبشع المآسي في التاريخ الانساني". وقال البيت الأبيض ان كلينتون لن يقدم اعتذاراً رسمياً عن مرحلة الرق في أميركا اثناء توقفه في الجزيرة كما يطالب بعض الزعماء السود. وقال زعيم الحقوق المدنية جيسي جاكسون، الذي عينه كلينتون مبعوثاً شخصياً الى افريقيا وسيصحبه في رحلته، ان الاعتذار ليس القضية. وأضاف: "الموضوع الأساسي هنا هو اصلاح وعلاج العلاقات الأميركية - الأفريقية. نحن لسنا في حاجة الى عبارات ولكن الى أعمال". لكن بنجامين شافيز محمد، أحد أعوان لويس فرخان زعيم أمة الاسلام في أميركا، قال في حديث اذاعي: "على الحكومة الأميركية ابداء الندم على سياستها المفلسة تجاه أفريقيا في العهود السابقة".