وصف الرئيس ياسر عرفات ما يقوم به الاتحاد الأوروبي حالياً من جهد ديبلوماسي لانقاذ عملية السلام في الشرق الأوسط، بالمهم جداً. وقال ان هناك اجماعاً أوروبياً على دفع مسيرة السلام وحمايتها، في وجه العقبات التي تعترضها، خصوصاً عدم التنفيذ الدقيق والأمين للاتفاقات الموقعة، في واشنطن وأوسلو والقاهرة وغزة. وقال عرفات في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية البريطاني روبن كوك: "أنا أعرف ان الأوروبيين مصممون على الاستمرار في جهودهم من أجل حماية عملية السلام، ودفعها الى أمام، طبقاً لما تم الاتفاق عليه وتوقيعه". وتبادل عرفات وكوك عبارات الشكر أكثر من مرة في المؤتمر الصحافي الذي عقداه، قبل ساعة من توجه الوزير البريطاني الى اسرائيل وبعد محادثات مع الرئيس الفلسطيني استمرت حوالى ساعتين حضرها الموفد الأوروبي ميغيل انخيل موراتينوس. وشدد كوك ان عزمه على زيارة جبل أبو غنيم هو "لاعلان موقف بريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي الرافض للاستيطان، ولتوجيه رسالة واضحة الى الاسرائيليين والحكومة الاسرائيلية والشعب الاسرائيلي، أقول لهم فيها، ان عليكم الاختيار بين السلام والاستيطان. لأن وقف الاستيطان هو شرط لتحقيق السلام". وأعربت مصادر فلسطينية تحدثت الى "الحياة" عن الارتياح للموقف القوي الذي أظهره كوك، وقالت "ان هذه الزيارة كانت مهمة من نواح عدة، لأنها أبرزت للمرة الأولى تصميماً أوروبياً وبريطانياً، على التحرك جدياً لاخراج العملية السلمية من الجمود العالقة فيه". وعن المحادثات الفلسطينية - البريطانية قالت المصادر "ان كوك أكد للقيادة الفلسطينية بكل وضوح، تبني الاتحاد الأوروبي لمبادرة سياسية، من ست نقاط". وأوضحت "ان هذه المبادرة التي أرسلت نسخة عنها الى وزيرة الخارجية الأميركية مادلين اولبرايت تؤكد اجماع الدول الأوروبية"، مشيرة الى أن موراتينوس سيزور قريباً واشنطن للتشاور في اعلان هذه المبادرة". وتوقعت ان يعاد طرحها على الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي قبل نهاية هذا الشهر. ورفضت المصادر كشف تفاصيل المبادرة، مكتفية بالاشارة الى خطوطها العريضة، والتي تتضمن نسبة انسحاب معقولة، من المنطقة "ج" وبصورة موازية من المنطقة "ب" وتأكيد المرحلة الثالثة من اعادة الانتشار الاسرائيلي، وبندا آخر يتعلق بتجميد الاستيطان ووقف الاجراءات الاحادية الجانب، واستكمال تنفيذ المرحلة الانتقالية التي تشمل فتح مطار غزة وانشاء الميناء، والممر الآمن، والمنطقة الصناعية، واطلاق الأسرى، اضافة الى التقيد بالاتفاقات الأمنية، وذلك قبل التوجه الى مفاوضات الحل الثاني. وقالت المصادر انه تم الاتفاق، خلال زيارة كوك، على تشكيل لجنتين، الأولى أوروبية - فلسطينية، والثانية رباعية، أوروبية - اميركية - اسرائيلية - فلسطينية، تبحث في العمق، في كل مشكلات عدم تنفيذ الاتفاق المرحلي.