أعلن رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو امس الاستعداد لانسحاب عسكري فوراً من جنوبلبنان، مشترطاً ان تضمن الحكومة اللبنانية "السلام والامن" في هذه المنطقة. ويأتي هذا الاعلان في سياق مواقف اسرائيلية عدة صدرت في المدة الاخيرة، تبدي استعداداً للانسحاب المشروط من الاراضي اللبنانيةالمحتلة وفقاً للقرار الرقم 425. وقال نتانياهو للاذاعة الاسرائيلية العامة: "نحن مستعدون لمغادرة لبنان اذا تم تطبيق الشروط الاساسية الواردة في قرار مجلس الامن الدولي الرقم 425، اي ان تضمن الحكومة اللبنانية السلام والامن" في الجنوباللبناني. وأضاف: "اذا توافر هذا الشرط نحن مستعدون للانسحاب فوراً ولكن اذا لم يتم ذلك، لا ارى كيف يكمننا مغادرة لبنان". وقال ان "المحادثات في شأن الملف اللبناني داخل الحكومة الموسعة وداخل الحكومة المصغرة المكلفة الامن لم تنته بعد". وكان نتانياهو طرح فكرة انسحاب القوات الاسرائيلية من جنوبلبنان شرط الحصول على ضمانات امنية لبنانية تضع حداً لهجمات "حزب الله"، لكنه لم يشترط لذلك اي معاهدة سلام او تطبيع. وقوبل هذا الطرح برفض من لبنان وسورية باعتبار ان تطبيق القرار 425 لا يحتاج الى مفاوضات. الى ذلك، اكدت الحكومة الكندية في بلاغ رسمي ارسلته الى السفارة اللبنانية في أوتاوا "موقفها الداعم لتنفيذ القرار 425 من دون قيد او شرط"، مبدية "تأييدها المطلق لسيادة لبنان واستقلاله وسلامة اراضيه ولبسط سلطة الدولة اللبنانية على التراب اللبناني كاملاً". وصدرت مواقف عدة امس لمسؤولين من "حزب الله". فقال النائب عبدالله قصير ان "المقاومة الاسلامية والشرفاء من ابناء الشعب اللبناني مستعدون لمواجهة كل الاحتمالات التي يمكن ان يلجأ اليها العدو الصهيوني، من تصعيد عسكري وأمني في الايام المقبلة". وأضاف: "لا داعي للقلق من اي مناورة اسرائيلية لفرض تدخل المؤسسات الدولية او الاممالمتحدة من اجل اصدار قرار جديد او تطبيق مشروط للقرار 425". ورفض "اي ترتيبات أمنية يحاول العدو فرضها لرمي الكرة في الملعبين اللبناني والسوري وفصل المسارين التفاوضيين ودق اسفين الفتنة الداخلية في الساحة اللبنانية". وقال النائب حسين الحاج حسن في ذكرى 14 آذار مارس - الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1978 ان "العدو يعيش اليوم امام خيارين: اما استمرار النزف العسكري والامني والسياسي واما الانسحاب من دون قيد او شرط"، لافتاً الى ان "العرض الاسرائيلي الاخير في شأن القرار 425 جاء نتيجة الشعور المرير بالمأزق الذي اوقعته فيه عمليات المقاومة الاسلامية". وكرّم الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله سرية من المقاومة نفذت عملية اقتحام موقع بئر كلاب وقدم الى افرادها "درع الهادي"، مؤكداً "اهميتها عسكرياً ومعنوياً لأن سيطرة المجاهدين على موقع اسرائيلي استراتيجي ودخوله على رغم تحصيناته المميزة يعتبران نصراً كبيراً". وأضاف ان "هذه العملية اثبتت قدرة المقاومة على ارباك قوات العدو وبطلان ادعاءاته في شأن التنسيق الميداني بينها". وعلى الصعيد الميداني، استهدفت "المقاومة الاسلامية" - الجناح العسكري ل "حزب الله" تحركات اسرائيلية في محيط موقع الدبشة "بالاسلحة المناسبة وحققت فيه اصابات مباشرة". وأشارت، في بيان، الى ان دبابة ميركافا متمركزة في الموقع المذكور حاولت التدخل "فاستهدفتها المقاومة بالاسلحة المناسبة وأجبرتها على الانكفاء".