جاءت نتائج انتخابات المجالس الاقليمية الفرنسية أقل قساوة مما كان متوقعاً بالنسبة الى المعارضة البرلمانية اليمينية وأقل زهواً مما كان متوقعاً بالنسبة الى الحزب الاشتراكي وحلفائه اليساريين. فأظهرت النتائج ثباتاً في شعبية الائتلاف الحكومي اليساري برئاسة ليونيل جوسبان، كما أظهرت ثباتاً مماثلاً في تراجع تأييد حزبي "التجمع من أجل الجمهورية" و"الاتحاد من اجل الديموقراطية الفرنسية" اليمينيين مقارنة مع الانتخابات الاشتراعية المبكرة في حزيران يونيو الماضي. وأفادت النتائج ان حزبي التجمع والاتحاد باتا يسيطران على حوالى 8 مجالس اقليمية من اصل 22 مجلساً، مقابل 20 مجلساً كانا يسيطران عليها منذ الانتخابات الاقليمية السابقة قبل ست سنوات. وتشكّل هذه النتائج هزيمة واضحة للمعارضة البرلمانية، خصوصاً انها ترافقت مع خسارتها معقلين رئيسيين، هما باريس، حيث هزم رئيس الوزراء السابق ادوار بالادور من رموز التجمع من اجل الجمهورية، وفي منطقة بروفانس - آلب - كوت دازور الجنوبية حيث هزم رئيس حزب "الاتحاد من اجل الديموقراطية" الوزير السابق فرانسوا ليوتار. ولكن في الوقت نفسه، فان الهزيمة جاءت محدودة، ولم تؤد مثلما كان متوقعاً الى تأييد عارم للمرشحين اليساريين في مختلف المناطق ولا الى رفض شامل للمرشحين اليمينيين. ووسط هاتين الكتلتين، سجلت "الجبهة الوطنية الفرنسية" اليمين المتطرف بزعامة جان ماري لوبن تقدّماً جديداً بلغت نسبته 5،1 نقاط بحصول مرشحيها على نسبة 15.5 في المئة من الاصوات. اما بالنسبة الى اليمين فكان لا بد له من استخلاص عبر الهزيمة الجديدة، فقال بالادور "ان المعارضة تواجه مصاعب جديدة"، اما رئيس "التجمع من اجل الجمهورية" فيليب سيغان فأشار الى ضرورة "اعادة تأهيل المعارضة واعادة تنظيمها".