اعتبر البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله صفير ان الحل في الجنوب ليس عسكرياً وحسب انما هو سياسي أيضاً. وسئل، في حديث الى اذاعة الفاتيكان، عن وصف المسؤولين اللبنانيين طرح الانسحاب الاسرائيلي من الشريط الحدودي ب "المناورة السياسية"، وهل يمكن تفسير ذلك تهرباً من فخ اسرائيلي يرمي الى ايقاع مواجهة بين الجيش اللبناني و"حزب الله"، اجاب: "هناك واقع، لبنان قال دائماً بلسان المسؤولين: لتخرج اسرائيل ونحن في امكاننا ان نحافظ على الأمن بواسطة الجيش والجيش مجهز لذلك، لكن الامور على ما يبدو ليست حلاً عسكرياً فقط، انما هي حل سياسي. ولنفترض ان الجيش ذهب الى الحدود وانسحبت اسرائيل، ولكن من يضمن ان تكف المقاومة الإسلامية عن ملاحقة اسرائيل حتى الى حدودها؟ واذا لم تكف وكان الجيش، تقع الواقعة بين الجيش والمقاومة، وهذا ما لا يريده لبنان، لذلك اذا كانت اسرائيل ترمي الى ذلك فهو يصح عليه القول انه فخ. نحن نقول ان القضية لا يمكن ان تحل بين لبنان واسرائيل بمحادثات وهذا حصل عام 1982 عندما حدث 17 أيار مايو وكانت شروط قاسية جداً، اذ لم يقبل به احد ولا الدول المجاورة وبخاصة سورية وقالت انه ليس اتفاقاً انما هو اذعان. والآن الموضوع يعود الى الساحة والأمر يجب ان يعالج في الأممالمتحدة التي اتخذت هذا القرار بإخراج الجيوش غير اللبنانية من لبنان، فيضاف الى جنود الأممالمتحدة عدد من الجنود كاف لحفظ الأمن بين لبنان واسرائيل، وكذلك سورية التي لها كلمتها في الموضوع لأنها تطالب بالجولان وحتى الآن اسرائيل لا تبدي نية لمغادرة الجولان او الخروج منه وهذا يشكل ايضاً عقبة". ولاحظ البطريرك صفير "ان اتفاق الطائف كان الوسيلة الوحيدة لوقف الحرب في لبنان"، وطالب "بتطبيقه بحذافيره وليس في شكل انتقائي حتى نتمكن من معرفة الثغرات ومداواتها"، مشيراً الى "ان القضية الاجتماعية مهملة في لبنان"، وموضحاً "ان اموراً كثيرة نوقشت خلال اللقاء الاخير بينه وبين رئيس الحكومة رفيق الحريري أغلبها كانت مقنعة مع وجود اجوبة أقل اقناعاً". واعتبر ان الحريري "يخفف من الشكوى التي تتعالى من الشعب بقوله انه سعى ولا يزال في سبيل انهاض لبنان، ويقابل بين ما كان عليه لبنان أبان الحرب وما هو عليه اليوم".