صرح محافظ قلعة السراغنة المغربية عمر الحضري العضو القيادي المنشق عن بوليساريو ل "الحياة" امس في العيون بأن "الرفض الممنهج الذي تلتزمه بوليساريو ازاء الاشخاص المتحدرين من اصول صحراوية يقوض الاهداف المتوخاة من الاستفتاء". واعتبر ان اعتماد الاحصاء الاسباني لعام 1974 غير دقيق، لأن السلطات الاسبانية التي اجرته في ذلك الوقت اقصت قبائل عدة كانت تناهض سياستها الاستعمارية في المنطقة، في حين ان اقصاء الاشخاص الذين تنطبق عليهم معايير تحديد الهوية وفق ما اقرته الاممالمتحدة يشكل امتداداً لهذه السياسة المفروضة. وطالب المسؤول الصحراوي باتخاذ اجراءات صارمة لمواجهة هذه المواقف. وشاهدت "الحياة" امس نماذج من عمليات ابعاد صحراويين عن التسجيل في قوائم الاقتراع، وكانت اول صحيفة تدخل مكتباً لتحديد الهوية حيث تبين ان احد مراقبي بوليساريو تصرف بلباقة مع افراد احدى الاسر الصحراوية التي تعرف بانتسابها القبلي، لكنه تنكر لذلك امام بعثة المينورسو. وقالت امرأة صحراوية: "كيف يعقل ان يسجل اخي واختي، وهما أصغر سناً مني، في حين أُرفض أنا. ان ذلك يعتبر تمييزاً لا مبرر له". دانبار من جهة ثانية ارجأ السفير تشارلز دانبار موفد الامين العام للامم المتحدة في الصحراء زيارة كان مقرراً ان يقوم بها الى نواكشوط الى وقت لاحق، بهدف الاطلاع عن كثب على الاوضاع التي تسود عمليات التسجيل في قوائم تحديد الهوية. وتجمع امس مئات الصحراويين من قبائل مختلفة في تظاهرة حاشدة للاحتجاج على ابعاد بعض القبائل عن التسجيل في القوائم، وطالبوا الاممالمتحدة بالتصرف بحزم لمواجهة هذه الانتهاكات. الى ذلك اكد ابراهيم حكيم السفير المتجول العضو القيادي المنشق عن بوليساريو، ان هذه الاخيرة لا تزال متمادية في عرقلة السير العادي لعمليات تحديد الهوية. وقال في تصريح صحافي ان زعيم بوليساريو محمد عبدالعزيز يكشف شخصياً هذه النوايا المتمثلة في الرفض الممنهج لتحديد قبائل صحراوية عدة، وهو ما يؤكد المخاوف التي عبر عنها صحراويون مساندون للمغرب في رسالة وجهوها الى الامين العام للامم المتحدة كوفي انان بداية الشهر الجاري. تحديد الهوية وقال حكيم: "يجب على محمد عبدالعزيز ان يتذكر انه تم تحديد هويته، وهو المولود في مراكش، بناء على الحق المترتب على رابطة الدم التي ينكرها على طالبي تحديد الهوية الآن". واستنكر تصريحات هدد فيها زعيم الجبهة بمنع اللاجئين من العودة الى المحافظات الصحراوية، وقال: "انه موقف خطير يهدد مواصلة عمليات تحديد الهوية". ودعا الاممالمتحدة والمفوضية السامية للاجئين الى تحمل مسؤوليتها، "واتخاذ الاجراءات الضرورية لحماية خطة السلام امام خطورة النتائج التي قد تترتب عن موقف بوليساريو". وفي مدينة العيون دعت جبهة القوى الديموقراطية بعثة المينورسو الى تحمل كامل مسؤوليتها بغية اعادة عملية تحديد الهوية الى مسارها السليم. واكدت جبهة القوى الديموقراطية في مذكرة سلمتها لمسؤولي المينورسو لمناسبة زيارة وفد من قيادة الحزب وكتلتيه في مجلسي النواب والمستشارين الى مدينة العيون على "عدم اجراء اي استفتاء لا يضمن حق مشاركة جميع الاشخاص المتحدرين من الصحراء طبقاً لمقتضيات الخطة الدولية". ودعا الحزب في المذكرة الى "تمكين جميع طالبي تحديد الهوية المتحدرين من الصحراء من اثبات حقوقهم وانصافهم حتى يتمكنوا من المشاركة في الاستفتاء المرتقب". واستنكرت جبهة القوى الديموقراطية بشدة المناورات والاستفزازات التي تحيط بعملية تحديد الهوية واكدت رفضها ل "كل تصرف من شأنه تقليص الهيئة الناخبة المؤهلة من ابناء الصحراء للمشاركة في الاستفتاء عن طريق اقصاء كل شخص متحدر او عدم الارتكاز على المعايير الخمس التي وضعتها الاممالمتحدة". لوائح الاستفتاء من جهة اخرى قال التهامي الخياري زعيم القوى الديموقراطية: "اذا اردنا ان نسير بملف الاستفتاء الى نهايته فان اول شرط يجب ان يكون هو اعطاء كل من له الحق ومن دون استثناء في التسجيل في لوائح الاستفتاء". وأضاف: "نريد ان يتم الاستفتاء في الوقت الذي حدد له، لكن ان يتم على الاسس والشروط التي تجعل منه استفتاء يشارك فيه كل المواطنين الصحراويين الذين يهمهم الامر واذا لم تتوافر هذه الشروط فلا يمكن ان يكون هذا الاستفتاء".