أكد وزير الخارجية السوري السيد فاروق الشرع أمس لدى استقباله وفداً برلمانياً عراقياً ان "الظروف مواتية الآن أكثر لعودة العراق بثقله وموقعه الى العالم العربي"، مشيراً الى ان سورية "ستعمل قريباً على عقد قمة عربية يعود فيها العراق كما كان" قبل فرض الحصار بعد غزو الكويت في العام 1990. وقالت مصادر في الوفد البرلماني العراقي ان بغداد ستعرض على دمشق توقيع اتفاق اقتصادي مشابه للاتفاق الموقع مع الأردن. وقال السيد عبدالوهاب عبدالله الهيتي رئيس لجنة شؤون الخدمات والمواطنين في المجلس الوطني العراقي البرلمان ان كلام الشرع جاء خلال لقائه اعضاء الوفد أول من أمس، ونقل عن وزير الخارجية السوري قوله: "نطالب منذ سنوات بعقد قمة يكون العراق فيها حاضراً، وسنعمل قريباً من أجل ذلك، لأن للعراق ثقله وموقعه في الوطن العربي، ويبدو ان الظروف صارت مواتية أكثر من السابق". وأشار في تصريحات الى "الحياة" الى ان الوزير السوري تحدث عن "الجهود الكبيرة التي بذلتها بلاده لتجنيب العراق ضربة عسكرية" في الأزمة الأخيرة مع الاممالمتحدة، وانه "رحب بموقف العراق المتمسك بتنفيذ ما اتفق عليه أخيراً مع الاممالمتحدة". وكانت مصادر مطلعة قالت لپ"الحياة" ان الشرع ألغى "في اللحظة الأخيرة زيارة مقررة الى بغداد لاقناع المسؤولين العراقيين بالموافقة على حل ديبلوماسي". وقال الهيتي انه لم يطرح مع وزير الخارجية موضوع اعادة العلاقات الديبلوماسية "لأن هذا مطلب دائم لنا، ونتمنى تبادل البعثات الديبلوماسية غداً" علماً بأن العلاقات مجمدة منذ ايلول سبتمبر 1980. وتابع السيد الهيتي انه قدم للمسؤول السوري "عرضاً دقيقاً ومفصلاً لما تعرض له العراق من جراء الحصار وسعي اميركا الى إثارة أزمة في كل مرة يقترب الوضع من رفع الحصار، مع اننا نفذنا ما هو مطلوب منا"، واشار الى ان الشرع قال: "إننا متألمون في سورية لما يتعرض له العراقيون من معاناة جراء الحصار". ويلتقي الوفد العراقي اليوم وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية السوري الدكتور محمد العمادي، وأوضحت المصادر العراقية ان اللقاء يهدف الى "نقل رسالة من وزير التجارة الدكتور محمد مهدي صالح الى الدكتور العمادي، تتضمن عرضاً عراقياً لتوقيع اتفاق اقتصادي مشابه للاتفاق الموقع مع الأردن".