تابع رئىس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري مشاوراته، لمعالجة الوضع الاقتصادي - الاجتماعي. وكانت محطته امس قيادات روحية مسيحية، فالتقى على التوالي بطريرك الأرمن الارثوذكس آرام الأول كيشيشيان، في حضور أعضاء اللجنة المركزية العليا للبطريركية، ثم بطريرك الأرمن الكاثوليك يوحنا كسباريان في حضور عدد من المطارنة والنائب جاك جوخادريان، ثم بطريرك الروم الارثوذكس اغناطيوس الرابع هزيم في حضور عدد من المطارنة وتخلل اللقاء مأدبة غداء. ورافق الحريري مستشاره الاعلامي نهاد المشنوق، في لقاءاته التي تناولت الملفات الاجتماعية والاقتصادية المطروحة. الأرمن الارثوذكس وأوضح النائب خاتشيك بابكيان، بعد لقاء الحريري البطريرك آرام الأول، ان "الزيارة مهمة، وشرح الرئىس الحريري تاريخ حكوماته الثلاث وكيف انه تسلم بلداً كان على الارض من كل الجهات، والمساعي التي بذلها والخيارات التي سار بها بالاتفاق مع المجلس النيابي ومع الغالبية السياسية". وأوضح "ان الوضع الراهن هو نتيجة التراكمات والحرب والديون السابقة، وأضيف اليها ما تطلبه احياء البنى التحتية التي من دونها لم يكن لبنان يستطيع ان يستعيد دوره الاقتصادي والمالي والسياسي". وأضاف "كانت الصراحة كلية وأبدى البطريرك بعض الآراء ورفع بعض الطلبات، وتكلم على الازمة الاقتصادية التي تطاول مباشرة الطبقات المعوزة، متمنياً على الحريري "ان يجمع حوله مجموعة من الاقتصاديين المخلصين غير المسيّسين لتحريك اقتصاديات البلد". وأشاد البطريرك آرام خلال اللقاء بدور الحريري في "الاستقرار السياسي والاقتصادي"، مقدراً "النزاهة التي يتحلى بها"، ومبدياً اعتراضه على أداء بعض الوزراء. واستغرب "طرح موضوع خلافي كالزواج المدني في مثل هذا الظرف"، داعياً الى "تطعيم مجالس الإدارة العامة بعناصر أرمن أكفياء". الروم الارثوذكس وفي حين لم يصدر بيان او معلومات عن لقاء الحريري بطريرك الأرمن الكاثوليك، صدر عن البطريركية الارثوذكسية بيان فيه ان رئيس الحكومة "عرض وضع لبنان وسياسة حكوماته المتعاقبة منذ 1992 في كل المجالات: الاجتماعي والأمني والتربوي والاقتصادي"، موضحاً "الانجازات التي تمت في هذه المدة في المجالات المذكورة". وتحدث عن "ضرورة ايجاد المصادر اللازمة لتمويل سلسلة الرتب والرواتب وعودة المهجّرين وإنماء المناطق الريفية مع التشديد على ابقاء نسبة عجز الموازنة واستشراف الامكانات المتاحة في مختلف الوزارات وإدارات الدولة". واستوضح المطارنة الحريري جوانب من سياسة الحكومة وأعمالها ومشاريعها وناقشوه في شؤون المهجّرين والتعليم الرسمي والانتخابات النيابية والبلدية ومشكلات المواطنين مع الادارة وكذلك المناورات الاسرائيلية في شأن تنفيذ القرار الرقم 425. وركّزوا على مسألة التعليم الديني في المدارس الرسمية. وأشاد هزيم بصراحة الحريري و"موضوعيته في عرض مختلف القضايا". وتمنى له "التوفيق في خطواته لتجاوز كل الصعوبات". وأوضحت مصادر الحريري انه عرض الوضع الاقتصادي "ما اوجد ارتياحاً لدى البطريرك والحضور". وأشارت الى ان هزيم "لاحظ ان ثمة غبناً يلحق بالطائفة الارثوذكسية في مجال الوظائف". ولفتت الى "ان الاجتماع تناول موضوع عودة المهجّرين والصعوبات التي تواجهها خصوصاً ان الطائفة تعتبر ان منطقة بحمدون مركز ثقل ارثوذكسي وتتمنى بذل المزيد من الجهود لمعالجة موضوع العودة سريعاً". وفي الخامسة مساء التقى الحريري نائب رئىس المجلس النيابي ايلي الفرزلي والنائب قبلان عيسى الخوري.