،عندما تنظر في ملصق قديم يعلن عن معرض دولي في باريس 1931، او يحث على زيارة مدينة بريطانية على الشاطى 1951، او الذي ينبه الى استخدام القطار في أوقات معينة من النهار 1926 تشعر ان الملصق كان فناً راقياً يجمع التصميم والرسم وفن التأثير واستقطاب حواس الناس بالخط واللون والذكاء الاعلامي والاعلاني معاً. دار كريستيز قدمت أخيراً في لندن مجموعة كبرى من الملصقات اتاحت فرصة للهواة للاطلاع على نماذج أصلية ونادرة. حوالى 350 ملصقاً من القرنين التاسع عشر والعشرين تشمل اهتمامات عدة من الطيران الى السيارات، ومن الموضة والسيجار الى الرحلات. في مجال السيارات يبرز ملصق ميشلان للاطارات 1946 يحمل صورة رجل شركة العجلات الشهير، وتصميمه يشير الى بداية التخلي عن اتجاه الفن التشكيلي في اعداد الملصق. اما الذي يعلن عن سباق موناكو للسيارات في العام 1936 فيحاول أسلوبه الجمع بين فن اللوحة والاعلان. والتصميم البريطاني ابدع في ملصقات النقل ايضاً… مثل "بوستر اندغراوند" الذي أعده ريكس ويسلر خصيصاً لمتحف لندن في العام 1928. والنماذج المطروحة في المزاد تشكل تتمة لمزاد ملصقات السينما الذي جرى العام الماضي في لندن… ويتضح من المجموعتين ان هذا الفن لا يزال يبحث عن طريقة للعودة الى أصله الفني القديم. وفي زيارة سريعة لمتحف النقل في كوفنت غاردن في لندن ومتحف السينما في ساوث بانك، يبرز ان التصميم الفني للملصق اعتمد كثيراً اغراء الألوان والاقتباس من الانطباعيين طريقتهم في التعبير. بينما ينجذب الملصق الحديث نحو الواقعية والاقتباس من التلفزيون والموضة و"الصراعات" الفنية الحديثة. ومن بين الفنانين الفرنسيين الذين تظهر أعمالهم في مزاد كريستيز تولوز لوتريك في ملصق للأزياء 1896 وملصق للفنان الفونس موشا يصوّر أربع فتيات يمثلن الفصول الأربعة. وللمصمم الايطالي ليونيتو كابيلو ملصق من الثلاثينات يصور رجلاً يقرأ جريدة وفي عينيه الكرة الأرضية. وعندما ننظر الى ملصق الاعلان السياحي نجد ان التصميم لا يختلف كثيراً عن اللوحة الفنية إلا في اضافة الكتابة. بينما نجد ان التركيز في مجموعة المواد الاستهلاكية سواء كانت سيجاراً او عجلة او مادة للتنظيف او مشروباً، يكون بالسيطرة على الرؤية بالخط والكتابة.