أثارت تقارير في واشنطن عن تضارب في أقوال سكرتيرة الرئيس بيل كلينتون اهتمام الإعلام الأميركي أمس، ودفعت بمحامي السكرتيرة بيتي كوري إلى نفي أن يكون كلينتون ضغط على سكرتيرته لتغيير أقوالها أمام المحققين في علاقته بالموظفة السابقة في البيت الأبيض مونيكا لوينسكي. ويعتبر نفي السكرتيرة عبر محاميها نقطة لمصلحة الرئيس الأميركي الذي أكد امس انه لا ينوي الاستقالة مطلقاً نافياً بدوره ان يكون مارس اي ضغط على سكرتيرته او على اي شخص آخر من اجل ان يكذب. وجاء ذلك بعدما نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" أمس أن الرئيس استدعى سكرتيرته للتأكد من أن أقوالها لا تتضارب مع نفيه أي علاقة بلوينسكي عندما كانت موظفة متدربة في البيت الأبيض عام 1995. راجع ص 8 ونسبت الصحيفة إلى محامين مطلعين على سير القضية أن كوري قالت ان الرئيس ولوينسكي انفردا في بعض الأحيان، لكنها أبلغت المحققين أن كلينتون لم ينفرد بلوينسكي وقاوم مبادراتها الجنسية. وأضافت الصحيفة ان السكرتيرة أبلغت المحققين أن كلينتون استدعاها بعد ادلائه بشهادته في قضية بولا جونز وأطلعها على ما ورد في شهادته، وذلك تلميحاً إلى أن الرئيس حاول الضغط على سكرتيرته. وقالت "نيويورك تايمز" إن سكرتيرة كلينتون تسلمت هدايا أعادتها لوينسكي وكان قدمها إليها الرئيس وبينها مشبك قبعة وفستان وبروش. لكن محامي السكرتيرة لاري ويتسلد نفى أن تكون موكلته تعرضت لتأثير من الرئيس أو أحد آخر. وقال إن تصوير الأمر بهذا الشكل يعتبر تشويهاً للحقيقة. من جهة أخرى، اتهم البيت الأبيض المحقق المستقل كينيث ستار بتسريب معلومات عن فضيحة "مونيكا غيت" ما يشكل انتهاكاً للقانون. وقال الناطق باسم البيت الأبيض مايكل ماكوري بعدها "هناك خطورة في سلسلة التسريبات التي لا تنتهي وتتعلق بمعلومات مزعومة تم الادلاء بها إلى القضاء". وجاء ذلك في وقت أعلن بول بيغالا، أحد كبار مستشاري الرئيس، ان كلينتون "يتعرض منذ البداية لحملة مستمرة من التسريبات والأكاذيب" في ما يتعلق بفضيحة "مونيكا غيت". وفي وقت لاحق، نفى كلينتون بنفسه أن يكون طلب من أي شخص أن يكذب، وقال في مؤتمر صحافي: "لم أطلب يوماً من أي شخص أن يقول شيئاً غير الحقيقة". ولدى سؤال كلينتون في المؤتمر الصحافي عن النقطة التي قد يفكر عندها في الاستقالة أجاب: "مطلقاً… لن اتخلى مطلقاً عن شعب هذا البلد والثقة التي وضعها فيّ".