لاهاي، مدريد - أ ف ب، رويترز - دعا الرئيس ياسر عرفات ورئيس الوزراء الهولندي ويم كوك اوروبا الى الاستمرار في لعب دور مكمل لجهود واشنطن في محاولة احياء عملية السلام المتعثرة في الشرق الاوسط. وعقد عرفات محادثات استمرت ساعتين مع كوك ووزير خارجيته هانز فان ميرلو بعد وصوله الى هولندا، أول من أمس، قادماً من اسبانيا حيث قضى يومين من المحادثات مع الزعماء السياسيين الاسبان. وقال كوك ان عدم احراز تقدم في عملية السلام "يثير شعوراً بخيبة الامل"، مشيراً الى ان اوروبا "يجب ان تتعاون تعاوناً وثيقاً مع الولاياتالمتحدة في البحث عن سبل اجتياز المأزق". وصرح كوك: "الكل يعرف ان الولاياتالمتحدة يتعين ان تلعب دوراً رئيسياً هناك، لكن الاتحاد الاوروبي حاضر ويجب ان يكون حاضراً في المجالين السياسي والاقتصادي". وقال عرفات انه أحاط كوك وهان ميرلو علماً بنتائج زيارته لواشنطن الشهر الماضي ومحادثاته مع وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت الاسبوع الماضي. وأضاف: "اننا كالمعتاد في حاجة الى دور اوروبي لحماية عملية السلام جنباً الى جنب الاميركيين وغيرهم". من جهة اخرى، قال عرفات انه ينوي "ان يبقى رئيساً للسلطة الفلسطينية". وعندما سأله صحافي هل يعتزم ان يتقاعد هذا العام رد عرفات بقوله: "تأكد انني سوف استمر". وكان عرفات 69 عاماً يبدو خلال الاشهر الماضي شاحباً ومرهقاً وترتعش احياناً شفته السفلى. وأثار ضعف صحته على ما يبدو تكهنات بأنه قد يستعد للتقاعد. الى ذلك، نقلت صحيفة "البايس" الاسبانية عن عرفات قوله في مقابلة اجرتها معه ونشرت أمس ان "وضع الفلسطينيين متفجر وان لصبرهم حدوداً". وأوضح ان الوضع الحالي لعملية السلام في المنطقة "من اصعب الاوضاع التي عشناها حتى الآن". وأضاف ان "شعبنا يسألنا الآن: هل هذا هو السلام الذي وقعناه؟ هل هذا هو السلام الذي وافقنا عليه في الانتخابات الاخيرة؟". واتهم عرفات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو "بتجميد" عملية السلام. في غضون ذلك، توجه رئيس اللجنة التنفيذية للاتحاد الاوروبي جاك سانتير الى مصر امس في مستهل جولة في منطقة الشرق الاوسط تستغرق اسبوعاً وتهدف الى تعميق الدور الاوروبي في اطار محاولة لتنشيط عملية السلام في المنطقة. ومن المقرر ان يجتمع سانتير وزعماء مصر واسرائيل والسلطة الفلسطينية والاردن وسورية ولبنان قبل ان يعود الى بروكسيل في 13 من الشهر الجاري.