عمان، دمشق - "الحياة"، أ ف ب - أعرب رئيس المفوضية الاوروبية جاك سانتير في عمان أمس عن قلق أوروبا حيال تعثر عملية السلام في المنطقة، وأكد رغبتها في لعب "دور تكميلي للدور الاميركي القيادي" لاخراج هذه العملية من مأزقها. وفي تصريحات صحافية بعد لقائه رئيس الوزراء الاردني عبدالسلام المجالي اعتبر سانتير ان "عدم احراز تقدم في عملية السلام سيكون له عواقب سلبية على المنطقة بأسرها وعلى التنمية الاقتصادية فيها". وقال ان الدول الخمس عشرة ترغب في "لعب دور تكميلي للدور الاميركي القيادي" لتحريك هذه العملية، كما تؤيد ايضاً "مشاركة المبعوث الاوروبي ميغيل موراتينوس بشكل مباشر في الجهود السياسية" في المنطقة. وبخلاف الدول العربية تعارض اسرائيل دوراً اوروبياً فاعلاً في عملية السلام التي انطلقت عام 1991 برعاية واشنطن وموسكو. وهي اعلنت عشية جولة سانتير انه "لا يمكن لأوروبا ان تكون وسيطاً فاعلاً طالما تعلن عن مواقفها وتحاول فرضها على الاطراف المعنية". وذكّر سانتير بان الاتحاد الاوروبي يشكل اكبر جهة مانحة للمساعدات للفلسطينيين، مؤكداً "ضرورة الوصول الى نتائج كاملة" على الصعيد السياسي. ورأى في ذلك "أفضل ضمانة لأمن اسرائيل" التي تتلكأ في تطبيق اتفاقات الحكم الذاتي مع الفلسطينيين بحجة العامل الامني.وتحاشى رئيس المفوضية الاوروبية الاجابة عن سؤال في شأن "ازدواجية" معايير الولاياتالمتحدة في التعامل مع اسرائيل والعراق. وقال: "من المهم جداً الآن ان تتواصل عملية السلام، وبالتحديد على اساس اتفاقات اوسلو. ونحن بالطبع نريد ان تلتزم كل الاطراف قرارات مجلس الامن". وبحسب مصدر رسمي تناولت محادثات سانتير والمجالي الازمة الناشبة بين العراق والامم المتحدة وعملية السلام العربية - الاسرائيلية. وجدد سانتير دعوة العراق الى "الامتثال لقرارات الأممالمتحدة" مشيراً الى ضرورة "الوصول الى تسوية سلمية للأزمة العراقية". وحذر المجالي، من جهته، من أن ضرب العراق عسكرياً سيؤثر سلباً في عملية السلام المتعثرة في الشرق الأوسط، في حين أكد الملك حسين بعد لقائه مع رئيس وزراء بريطانيا توني بلير في لندن ضرورة مواصلة الجهود "لتجنب اللجوء الى القوة". وكان سانتير وصل الى عمان صباح أمس قادماً من قطاع غزة، وذلك في اطار جولة في المنطقة بدأها في مصر ثم اسرائيل والسلطة الفلسطينية. ومن المقرر أن يصل سانتير اليوم الى سورية في زيارة تستمر يومين يجري خلالها محادثات مع الرئيس حافظ الأسد حول عملية السلام والعلاقات السورية - الأوروبية والمفاوضات الرسمية لاتفاق الشراكة بين الطرفين. وسيزور سانتير حلب وتدمر قبل انتقاله الى بيروت.