واشنطن، لندن - أ ف ب، رويترز - تناقلت وكالات الأنباء أمس الخميس خبراً نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" المرموقة مفاده ان موظفاً في البيت الأبيض أكد للمحققين انه ضبط الرئيس الأميركي بيل كلينتون و"عشيقته" مونيكا لوينسكي في وضع غير لائق وانه جمع محارم ورق عليها أحمر شفاه أدلة على كلامه. غير ان برنامجاً علمياً بريطانياً أفاد ان جهازاً لكشف الكذب، دلّ على ان الرئيس الأميركي لم يكذب عندما نفى أي علاقة جنسية بمونيكا لكنه كان "مضطرباً قليلاً" خلال نفيه، ما يعني انه كان يخبئ شيئاً. وأفيد ان لوينسكي لم تقدم أدلة للمحقق المستقل في الفضيحة كينيث ستار تؤهلها لحصانة في مقابل الادلاء بشهادتها في القضية. وأشيع ان ستار أبلغ رفضه منح الحصانة لمونيكا الى محاميها مساء الاثنين قبل توجهها في اليوم التالي الى منزل والديها في لوس انجلس. ونقلت "وول ستريت جورنال" عن موظف في البيت الأبيض أكد أول من أمس امام الادعاء في واشنطن انه فاجأ كلينتون ومونيكا في احد مكاتب البيت الأبيض. وقال صحافيون في الجريدة لشبكة تلفزيون أميركية ان الموظف باياني نلفيس "صدم" بما رأى وتوجه بعد ذلك الى المكتب نفسه ليحصل على أدلة مادية وخصوصاً محارم ورق تحمل آثار أحمر الشفاه. وأضافوا ان هيئة المحلفين المكلفة توجيه اتهام في قضية ليوينسكي استمعت الى شهادة الرجل مرتين. وقال الصحافيون ان جورج ستيفانوبولوس المستشار السابق لكلينتون مثل الثلثاء الماضي أكثر من ثلاث ساعات أمام هيئة المحلفين وتم استجوابه حول بعض التفاصيل الواردة في أقوال هذا الشاهد. وأثبت جهاز لكشف الكذب استخدمته هيئة الاذاعة البريطانية بي. بي. سي ان الرئيس الأميركي لم يكذب عندما نفى ان يكون أقام علاقة جنسية مع لوينسكي. وأخضع نفي كلينتون لبرنامج معلوماتي لتحليل الأقوال وعرضت النتائج بالتفصيل مساء أول من أمس في برنامج علمي بثته محطة التلفزيون البريطانية. ودلت النتائج على ان كلينتون قال الحقيقة من وجهة النظر التقنية عندما قال انه لم يقم علاقات جنسية مع لوينسكي. لكن مخترع الجهاز عمير ليبرمان قال ان بعض العناصر في صوت كلينتون كانت تدل على "درجة معينة من الشعور بالذنب" مضيفاً انه لمس لدى الرئيس الأميركي حالاً "غير طبيعية" ولكن ليس في "الدرجة القصوى". وقال ليبرمان ان هذه الحال قد تكون ناجمة عن ان الرئيس تعمد تبني تعريف محدد لمفهوم "العلاقات الجنسية". وتم الحصول على النتيجة الملتبسة نفسها عندما قال كلينتون "لم أطلب من أحد على الاطلاق ان يكذب ولا مرة. وهذه الادعاءات كاذبة". تبرعات للرئيس ويستعد كلينتون لانشاء صندوق جديد يتيح له سداد الرسوم القانونية المفروضة عليه والتي وصلت الى ملايين الدولارات بعد فضيحة لوينسكي وبسبب قضايا سابقة. وقال مايكل ماكوري الناطق باسم البيت الأبيض ان المحامين المدافعين عن الرئيس يبحثون الاقتراح الخاص بانشاء الصندوق قبل عرضه على الأخير للموافقة عليه. وحتى آخر كانون الأول ديسمبر الماضي، كانت الرسوم القانونية التي يتعين على كلينتون وزوجته هيلاري سدادها ثلاثة ملايين دولار. ووافق كلينتون في ذلك الوقت على انشاء صندوق لكنه فضل في اجتذاب مساهمات كافية. وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" ان الصندوق الجديد سيسمح بخلاف الصندوق السابق بمساهمات المؤسسات والنقابات وجماعات المصالح بحد أقصى قدره عشرة آلاف دولار للجهة الواحدة. وكان الحد الأقصى للمساهمات في الصندوق السابق ألف دولار.