قالت مصادر ديبلوماسية غربية لپ"الحياة" امس ان الاتصالات بين وزارتي الخارجية التركية والسورية استؤنفت بعد عطلة عيد الفطر السعيد لترتيب زيارة للأمين العام لوزارة الخارجية التركية قورقماز حقتمر لدمشق في اطار "مبادرة تركية" لمعاودة الحوار المقطوع بين البلدين منذ نهاية العام 1995. وأوضحت تركيا "لا تشترط" في اطار المبادرة تسليم زعيم "حزب العمال الكردستاني" عبدالله اوجلان الى انقرة. وأوضحت هذه المصادر ان الموعد المبدئي للزيارة سيكون في العشرين من الشهر الجاري وان "المبادرة" تتضمن ان تلي محادثات حقتمر لقاءات بين وزيري الخارجية ووزيري الداخلية قبل معاودة اجتماعات اللجان الفنية المشتركة الخاصة بالمياه والحدود والأمن. وتابعت ان السفير التركي جينغ دوعاتبه التقى اخيراً لهذا الغرض مرتين رئيسة دائرة اوروبا الغربية في الخارجية السورية السيدة صبا ناصر ومساعد وزير الخارجية السفير عدنان عمران. وتوقف الحوار بين الطرفين في ايلول سبتمبر 1995 عندما رفضت انقرة توجيه دعوة الى وزيري خارجية سورية وإيران في اطار الاجتماع الوزاري الثلاثي الخاص بشمال العراق وقررت عدم ابلاغ الدولتين بدخول الجيش التركي الى شمال العراق. كما ان تركيا لم تدع الخبراء السوريين لعقد اجتماعات خاصة بملفي المياه والأمن. وقالت المصادر نفسها ان الأتراك "ربطوا وقتذاك اي حوار بتسليم اوجلان". وسيلتقي المسؤول التركي خلال زيارته للعاصمة السورية السفير عمران ومسؤولين آخرين. وقالت المصادر الديبلوماسية ان "جدول الاعمال الأولي لا يتضمن البحث في موضوع حزب العمال الكردستاني بشكل مباشر ولا أي موضوع حساس آخر بل ان البحث سيتركز على سبل تنمية الحوار حرصاً على المصالح المشتركة". وكان كبار المسؤولين السوريين يعلنون دائماً "الترحيب" بأي حوار خدمة لمصالح الجانبين مع توجيه انتقادات الى "التحالف الامني والعسكري" بين تركيا واسرائيل. لكن نائب الرئيس السوري السيد عبدالحليم خدام شدد قبل أيام على "حرص دمشق على عدم التدخل في الشؤون الداخلية لتركيا"، آملاً في تطوير العلاقات بين البلدين "لما يربط بينهما من تاريخ مشترك". وعن اسباب موافقة تركيا على الحوار بعدما كانت ترفضه، اشارت المصادر الديبلوماسية ذاتها الى وجود اسباب عدة منها "ان مسؤولين عدة بدأوا يقتنعون بوجوب عدم رهن مستقبل علاقات مهمة مع دولة جارة بشخص واحد هو اوجلان، اضافة الى تغيير عدد من كبار الموظفين في وزارة الخارجية خصوصاً السفير انور اويمان الذي كان يعارض تقوية العلاقات مع سورية". وتابعت ان السفير التركي الجديد في دمشق دوعاتبه "يبذل جهوداً حثيثة لاستئناف الحوار ويدافع عن تقوية العلاقات وعدم ربطها بمصير شخص واحد".