غزة - أ ف ب - أعلن مسؤول فلسطيني ان الرئيس ياسر عرفات تلقى امس رسالة من وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت وعدت فيها باستئناف وشيك للجهود الاميركية من اجل تحريك عملية السلام بعد تسوية الازمة العراقية. وقال نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني لوكالة "فرانس برس" ان القنصل الاميركي في القدس جون هيربست التقى عرفات صباحا وسلمه رسالة تتعلق خصوصا بپ"المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين". وأضاف ان اولبرايت "اوضحت الجهود الاميركية التي بذلت لحل الازمة مع العراق بهدف تنفيذ قرارات الاممالمتحدة" و"اكدت ان الادارة الاميركية ستتابع جهودها لدفع عملية السلام في وقت قريب". وصرح وزير التخطيط والتعاون الدولي الفلسطيني الدكتور نبيل شعث بان رسالة اولبرايت لم تتضمن اي مقترحات لتجاوز الازمة التي تشهدها المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين منذ نحو عام. وقال: "لم يعرض علينا حتى الآن اي مقترحات اميركية". وكانت اولبرايت ابلغت عرفات في لقاء بينهما في بداية الشهر الجاري انها سترسل له خلال اسبوعين مقترحات اميركية لتحريك المفاوضات بين الجانبين. ولفتت مصادر فلسطينية الى ان "الاسبوعين مرا ولم تقدم هذه المقترحات، وانشغال الادارة الاميركية بالازمة العراقية حال في ما يبدو دون ذلك". وتعتبر رسالة اولبرايت اول تحرك اميركي على صعيد المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية بعد توصل الامين العام للامم المتحدة كوفي انان الى اتفاق مع العراق في شأن الازمة الاخيرة المتعلقة بتفتيش المواقع الرئاسية. وأوضح القنصل الاميركي، من جهته، ان الرسالة التي سلمها لعرفات "تناولت الوضع في المنطقة، خصوصا الجهود التي بذلت خلال أزمة الخليج وكذلك الجهود في ما يخص عملية السلام". وافاد ابو ردينة ايضا انه تم تسليم هيربست رسالة من القيادة الفلسطينية الى الادارة الاميركية تطرح فيها وجهة نظرها في شأن الاسس التي يجب ان تستند اليها اي مقترحات تسعى لاخراج المفاوضات من مأزقها. رسالة فلسطينية واشار ابو ردينة الى ان الرسالة الفلسطينية تضمنت تشديدا على ضرورة "تنفيذ مراحل اعادة الانتشار الثلاث كما وردت في رسالتي الضمانات الاميركتين اللتين ارسلهما وزير الخارجية الاميركي السابق وارن كريستوفر والمنسق الاميركي لعملية السلام دنيس روس". وأضاف: "كما تم التأكيد على التمسك بالمرجعيات التي انطلقت على اساسها عملية السلام ورفض اي تغيير لها، اضافة الى ضرورة وقف الاجراءات الاحادية الجانب، خصوصا النشاطات الاستيطانية ومحاولة تغيير الوضع الجغرافي والديموغرافي مدينة القدس". ورأى ابو ردينة ان "على الادارة الاميركية التحرك لتطبيق قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بفلسطين مثلما تحركت لتطبيق هذه القرارات على العراق، كما عليها الاسراع بتقديم مبادرتها المتعلقة باعادة المفاوضات الى مسارها". ووصف اللقاءات والاجتماعات التي جرت حتى الان بين الفلسطينيين والاسرائيليين بأنها "اشبه بحوار طرشان ولم تحقق اي تقدم يذكر".