واشنطن - رويترز - وصف ألن غرينسبان، رئيس مجلس الاحتياط الفيديرالي الاميركي مساء اول من امس الثلثاء الاقتصاد الاميركي بأنه "متوازن على نحو رائع"، ما يشير الى ان البنك المركزي الاميركي لا يتعجل تغيير اسعار الفائدة وهو يدرس اثار الازمة المالىة لآسيا. وفي الىوم الاول من شهادته التي استمرت يومين وانتهت امس الاربعاء امام الكونغرس قال غرينسبان ان "سحب عاصفة تتجمع فوق غرب المحيط الهادئ" تجعل الغموض يكتنف مستقبل أكبر اقتصاد في العالم. ولكنه شدد على ان آثار الازمة الاسيوية ستعمل على تلطيف الضغوط التضخمية المحتملة التي تنبع من أسواق العمل الشحيحة في الولاياتالمتحدة. وحذر غرينسبان من المخاطر على جبهة التضخم الداخلية ومن استمرار الاضطرابات الاقتصادية في آسيا. وقال "ان المستقبل المتوقع للولايات المتحدة غير مطمئن قليلا في الفترة الاخيرة بسبب سحب عاصفة تتجمع فوق غرب المحيط الهادي وتتجه نحونا". واشار محللون الى ان كلماته عززت اعتقادهم ان مجلس الاحتياط سيترك اسعار الفائدة دونما تغير في الاجتماع المقبل للجنته صانعة السياسة في 31 من آذار مارس المقبل مثلما تفعل منذ عام. وفي تعقيب غير مباشر على اسعار الاسهم خلال شهادته، اشار غرينسبان الى ان "قيماً معينة" في الاقتصاد الاميركي يصعب المحافظة علىها. واضاف "انا قلق لذلك" . ورأى المستثمرون ان كلمات غرينسبان تبعث باشارات مختلطة. وانخفضت بشدة سندات الخزانة الاميركية وعزا التجار الهبوط الى ان غرينسبان لم يقدم اي وعد بخفض اسعار الفائدة. وارتفع الدولار ازاء المارك الالماني واستعاد مؤشر "داو جونز" الصناعي معظم خسائره المبكرة الكبيرة اول من امس. ولم يذكر غرينسبان لفظة "إنكماش" تحديداً ولكنه ابرز خطر احتمال ان تخفض أزمات آسيا كلاً من الاسعار والنمو الاقتصادي في الولاياتالمتحدة "بشكل يزيد عن المستوى المقبول". الا ان رئيس البنك المركزي أشار أيضاً الى "احتمال مقلق" آخر وهو ان آسيا قد لا تهدئ الطلب المحلي القوي في الاقتصاد الاميركي بما يكفي لتفادي ارتفاع التضخم. وقال غرينسبان ان مجلس الاحتياط الفيديرالي لا يستطيع الإتكال الى اجل غير مسمى على سلسلة من الاقدار الجيدة بما في ذلك الدولار الاميركي القوي وانخفاض اسعار الاستيراد لابقاء التضخم منخفضا الى الابد. من جهته أعلن البيت الابيض امس ان تقرير وزارة العمل الذي يظهر ان مؤشر اسعار المستهكين كان مستقراً في كانون الثاني يناير يثبت ان معدل التضخم بالولاياتالمتحدة لا زال تحت السيطرة. وقالت جانيت يلين رئيسة مجلس المستشارين الاقتصاديين للبيت الابيض ان هذه الارقام "تشير الى ان التضخم ما زال تحت السيطرة". وذكرت وزارة العمل ان الرقم القياسي لأسعار المستهلكين لم يتغير في كانون الثاني على اساس معدل موسمياً وهي المرة الاولى التي لا يطرأ فيها تغير على المؤشر منذ كانون الثاني 1994، ما جعل معدل التضخم في اكبر اقتصاد في العالم 6،1 في المئة خلال الاشهر ال 12 الماضية. واوضحت يلين ان تقرير مؤشر اسعار المستهلكين مع معدل بطالة دون خمسة في المئة خلال الاشهر ال 10 الماضية ومعدل ثقة مستهلكين قريب من مستويات قياسية مرتفعة تعتبر كلها أدلة على ان الاقتصاد الاميركي ما زال يسير بخطى قوية.