عبر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات عن ارتياح السلطة الوطنية الشديد للاتفاق الذي تم التوصل اليه بين العراقوالأممالمتحدة. وقال بعد استقباله أمس في غزة رئيس البرلمان الروسي غينادي سيزلىزينوف ان السلطة الفلسطينية "ترحب بهذا الاتفاق الذي جاء ثمرة الجهود الديبلوماسية التي بذلتها روسيا واطراف دولية وعربية". وأعرب عن أمله بأن تكون الخطوة التالية "رفع الحصار عن العراق وانتقال الجهد الديبلوماسي الدولي لانقاذ عملية السلام من الجمود الذي تشهده بسبب عدم تقيد الحكومة الاسرائيلية بتنفيذ القرارات الدولية والاتفاقات الموقعة". فيما رفض رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو أي ضغط من جانب الولاياتالمتحدة لتحريك عملية السلام مع الفلسطينيين. وقال في تصريح للاذاعة الحكومية: "اعتقد انه لا بديل لمفاوضات مباشرة بيننا وبين الفلسطينيين"، مضيفاً: "ان أي ضغط خارجي من أي نوع كان لا يمكن ان يسهم في نهاية الأمر في تحقيق تقدم". ونوه عرفات في مؤتمر صحافي عقده مع المسؤول الروسي بالدور الذي تلعبه روسيا في عملية السلام وقال: "نحن نتطلع اليكم كثيراً لدفع عملية السلام وحمايتها". واصفاً العلاقات الفلسطينية - الروسية بپ"القوية جداً". وكشف عن قرب قيامه بزيارة الى روسيا "لبحث سبل تكثيف الجهود الديبلوماسية لاخراج الأزمة التفاوضية في عملية السلام من مأزقها الحالي". وقال الدكتور نبيل شعث وزير التخطيط والتعاون الدولي لپ"الحياة" ان "الجانب الفلسطيني ينتظر الآن تفرغ الولاياتالمتحدةوروسيا والاتحاد الأوروبي وتكثيف الجهود المشتركة لانهاء الجمود الحالي في عملية السلام". واعتبر ان "انهاء الأزمة العراقية ديبلوماسياً هو تأكيد لسلامة التوجه الفلسطيني منذ بداية هذه الأزمة في دعمه لهذه الجهود"، مشيراً الى ارسال القيادة الفلسطينية، ثلاثة موفدين الى بغداد للتنسيق مع الجهود الفرنسية والروسية. وقال شعث: "اننا ندعم بقوة الاتفاق الذي توصل اليه العراق مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان"، مشيراً الى "ان عملية السلام في الشرق الأوسط، هي المنتصر الأكبر من نجاح الديبلوماسية التي أكدت مجدداً، ان الحلول الديبلوماسية المؤيدة بالشرعية الدولية يمكن ان تحقق نتائج طيبة في انهاء الأزمات الاقليمية والدولية".وقال ان الخطوة التالية "هي اقدام المجتمع الدولي على تكثيف ضغوطه لحمل الحكومة الاسرائيلية على تنفيذ قرارات الشرعية الدولية بما يخص الصراع العربي - الاسرائيلي في أقرب وقت ممكن". وكشف ان الجانب الفلسطيني سيدعو الى "عقد قمة عربية بعد التوصل الى الاتفاق بين العراقوالأممالمتحدة لدفع الموقف الدولي الى التركيز على القضية الفلسطينية ورفع الحصار عن العراق". ويتوجه الرئيس عرفات اليوم الى بروكسيل للمشاركة في مؤتمر دولي تعقده الأممالمتحدة حول الحقوق الفلسطينية. ويتوقع ان يلتقي الرئيس حسني مبارك في القاهرة لتنسيق المواقف في شأن التحرك العربي والدولي خلال المرحلة المقبلة. وكان عرفات اجرى أمس اتصالين هاتفيين بكل من الرئيس مبارك والعاهل الأردني الملك حسين، لتقويم الوضع بعد الاعلان عن الاتفاق الذي تم التوصل اليه بين العراقوالأممالمتحدة. وترى المصادر الفلسطينية، ان الخاسر الكبير بنتيجة التوصل الى حل ديبلوماسي للأزمة هو رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو وحكومته اللذان كانا من أشد المتحمسين للحل العسكري. وأمس وجهت انتقادات شديدة داخل اسرائيل للأسلوب الذي أدارت به الحكومة الاسرائيلية الأمور خلال الأزمة. ووصف يوسي ساريد رئيس حزب "ميريتس" نتانياهو بپ"الدجال"، فيما قال بنيامين اليعازر، أحد نواب حزب العمل المعارض "ان اسرائيل ظهرت خلال هذه الأزمة وكأنها تفتقد الى قيادة أكثر من أي وقت مضى". ويعلق الفلسطينيون أهمية كبرى على نجاح الديبلوماسية الدولية والدور البارز الذي كان للأمم المتحدة في هذه الأزمة، لاعطاء زخم للجهود الدولية خلال الأيام المقبلة في الضغط على الحكومة الاسرائيلية، واخراج عملية السلام من الطريق المسدود الذي وصلت اليه. الى ذلك أ ف ب واصل مئات الفلسطينيين من الضفة الغربية وقطاع غزة أمس تظاهراتهم المؤيدة للعراق. وأفيد ان تظاهرات التأييد انطلقت من بلدتي بيت أمر وسلفيت في الضفة الغربىة وفي مدينة غزة في قطاع غزة، حيث رفعت الأعلام العراقية وصور الرئيس صدام حسين وأحرقت الأعلام الأميركية والبريطانية والاسرائيلية. وفي بيت امر على طريق بيت لحم، الخليل، تحولت مسيرة شارك فيها نحو 500 من تلامذة المدارس في البلدة الى مواجهة مع جنود اسرائيليين دون تسجيل اصابات. وفي سلفيت، الى الجنوب من مدينة نابلس شمال دعا أكثر من 100 متظاهر حملوا مجسمات لصواريخ سكود الرئيس العراقي الى "قصف تل أبيب". واما في مدينة غزة فقد تظاهر حوالى 200 من طلبة جامعة الأزهر.