غزة، أريحا - أ ف ب، رويترز - رفضت السلطة الفلسطينية أي خرائط تحدد "مناطق أمنية" اسرائيلية في الضفة الغربية في اطار تسوية نهائية، فيما اعرب الرئيس ياسر عرفات عن اعتقاده ان الرئيس بيل كلينتون يبذل جهوداً واضحة للضغط على اسرائيل لحملها على احترام الاتفاقات مع السلطة الفلسطينية، لكنه قال ان حكومة اسرائيل "لا تريد السلام العادل وسلام الشجعان". ومن المقرر ان يلتقي عرفات الرئيس الاميركي في 22 من الشهر الجاري في واشنطن، أي بعد يومين من اجتماع مقرر بين كلينتون ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو. ومن المقرر ايضاً ان يصل المنسق الاميركي لعملية السلام دنيس روس الى المنطقة غداً الثلثاء لاجراء محادثات مع الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي تمهيداً لاجتماعات واشنطن. وقال عرفات رداً على سؤال عما اذا كانت المحاولة الديبلوماسية الاميركية الجديدة اشارة على رغبة الولاياتالمتحدة في الضغط على اسرائيل لاحترام اتفاقات السلام، "انه ليس هناك شك في ذلك" مضيفاً "ان هناك جهوداً واضحة تبذل خاصة من جانب كلينتون شخصياً والإدارة الاميركية". وقال عرفات في كلمة عبر الهاتف الى مهرجان أقيم لمناسبة انطلاقة حركة "فتح" في مخيم الرشيدية قرب مدينة صور اللبنانية: "ان حكومة اسرائيل لا تريد السلام العادل ولا تريد سلام الشجعان... نحن متمسكون بثوابتنا الوطنية بقوة وسنظل على درب النضال لدحر الاحتلال عن أرضنا وتحرير مقدساتنا وإقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس". وأضاف: "ان حل قضية اللاجئين والنازحين لن نقبل ان يتم الا على اسس القرارات الشرعية الدولية وهي في مقدمة جدول المفاوضات في المرحلة الانتقالية". من جهة اخرى، اكد وزير التخطيط الدولي الفلسطيني الدكتور نبيل شعث ان السلطة الفلسطينية لن تبحث مع اسرائيل اي خرائط تحدد "مناطق أمنية" في الضفة في اطار التسوية النهائية. وأبلغ شعث مؤتمراً صحافياً في غزة ان السلطة الفلسطينية "ترفض كل هذه الخرائط وتعتبرها صورة زائفة لعملية السلام وانكاراً كاملاً لأساس العملية". وأضاف ان السلطة ترفض استلام تلك الخرائط أو مناقشتها، محذراً كل أطراف عملية السلام من تسلم مثل هذه الخرائط، وقال انها خرائط ترتكز على الضم. واعد وزير البنية التحتية الاسرائيلي المتشدد ارييل شارون خريطة تحدد مناطق امنية اسرائيلية واسعة. وتبقي تلك الخريطة نحو 70 في المئة من الضفة الغربية في ايدي اسرائيل. واعد وزير الدفاع اسحق موردخاي خريطة تتضمن مناطق أمنية اسرائيلية أصغر. وقال شعث ان مناطق شارون الأمنية التي سيسكنها مستوطنون يهود تمثل 38 في المئة بالضبط من الضفة الغربية. واضاف ان ذلك ينتهك أمن الأردن والأمن القومي العربي. وأشار شعث الى ان دول الجامعة العربية ستعقد اجتماعاً على مستوى الممثلين في القاهرة قبل منتصف كانون الثاني يناير للبحث في التهديد "الخطير جداً" الذي تعلنه اسرائيل الآن في شأن ضم أراض فلسطينية على الحدود مع جيرانها العرب واسكان مستوطنين اسرائيليين فيها.