ماذا يحصل عندما تسكن أربع نساء في بيت واحد، ويكون في رأس كل واحدة صفات مختلفة لأربعة رجال، فيطرحنها على غفلة من بعضهن البعض في عنوان مبوّب في جريدة؟ الكارثة. والرجال سيقعون تباعاً على المرأة الخطأ في العنوان الصحيح وفي ورطة لها أول وليس لها آخر. هذا هو سوء التفاهم الذي يجعل من مسرحية "عنوان وأربع نسوان" تسحب المشاهد في خلال ساعة ونصف الساعة الى مفارقات مسلية لا تدّعي الا الترفيه ولا تبغي سوى زرع البسمة على وجوه تعبت من جدّية حياة يومية اكثر من واقعية. في كل الاحوال هذا ما يوضحه المخرج جورج شلهوب الذي عرفناه ممثلاً على المسرح والتلفزيون، ونكتشفه للمرة الاولى مخرجاً فكاهياً هو الحائز على دبلوم دراسات عليا في فن الدراما والمتخصص في الانتاج التلفزيوني والاخراج السينمائي في الولاياتالمتحدة. والمسرحية "محاولتي الاولى في الكتابة استناداً الى فكرة من الادب العالمي" على ما اوضح كميل سلامة واضع السيناريو، وهو صاحب تجارب عدة مسرحياً في التأليف والاخراج وتلفزيونياً في التأليف بالاضافة الى بروزه كممثل محترف في اعمال عدة. ومجمل العمل هو باكورة اعمال "هزار للانتاج" التي تشكلت من دمج بين محطتين تلفزيونيتين سابقتين انطلقتا في مغامرة اعلامية جديدة هي شركة للانتاج الفني والمسرحي والتلفزيوني والاعلاني، تتخذ من خشبة الپ"بريزيدانس" مركزاً لمسرح دائم تقدم عليه فرق مسرحية متنوعة اعمالها. وهي اعتبرت "عنوان وأربع نسوان" بمثابة "دعوة لكل الذين فقدوا شيئاً في ظل ما اصاب الاعلام المتلفز كي يعودوا ألف سنة الى الوراء، الى المسرح حيث يلتقي الجميع...". وفي العمل الاول اجتمعت ألفيرا يونس وجيزيل بويز وزينة ملكي وورد الخال على "عنوان" واحد يزورهنّ بفضل الاعلان المبوّب جوزف أبو دامس وأنطوان الاشقر وشربل زيادة وداني البستاني. ولا بطولة مطلقة في العمل الا لحضور ممثلين جيدين ومتكافئين، لنص مهضوم ولاقتباس من الكاتب مارك كموليني اثبت نجاحاته سابقاً في لبنان حتى بات يشكل القسم الاكبر من مجمل اعماله المسرحية.